دليل مفصل حول استئصال الغدة الدرقية

ما هي الأسباب التي قد تدفع نحو استئصال الغدة الدرقية؟

استئصال الغدة الدرقية هو الإجراء الجراحي الذي يهدف لإزالة الغدة الدرقية بشكل كامل أو إزالة جزء منها.

والغدة الدرقية هي غدة لها شكل الفراشة توجد في مقدمة العنق أمام القصبة الهوائية، وهي مسؤولة عن إنتاج هرموني T4 و T3 الذين يتحكمان بمعدلات الأيض واستهلاك الطاقة والسعرات الحرارية وبناء البروتينات وتركيب الخلايا في الجسم، إضافة إلى تنظيم مختلف وظائف الجسم كضربات القلب ومعدل التنفس.

ويتم إجراء استئصال الغدة الدرقية لعلاج عدة أمراض تصيب هذه الغدة، والتي تتضمن:

• سرطان الغدة الدرقية: الاستئصال الجراحي هو طريقة العلاج الرئيسي لهذا النوع من السرطان. في هذه الحالة فإن النمو الخبيث يظهر في خلايا الغدة الدرقية، وللعلاج فمن الضروري إزالة الغدة الدرقية بشكل كامل.
• تضخم الغدة الدرقية: عند الإصابة بتخضم الغدة الدرقية غير السرطاني فإن حجم الغدة قد يزداد بشكل كبير، بحيث يمكن أن يسبب صعوبة التنفس والبلع ومشاكل جمالية في العنق، إضافة إلى دور هذا التضخم في حدوث فرط نشاط الغدة والمشاكل المرتبطة به، كل هذه الأسباب تدعو إلى إجراء الاستئصال الجزئي أو الكامل.
• فرط نشاط الغدة الدرقية: في فرط نشاط الغدة فإن كميات كبيرة أكثر من المعدل الطبيعي من الهرمونات الدرقية يتم إنتاجها وطرحها في الجسم، وقد يكون استئصال الغدة من الخيارات العلاجية المطروحة في هذا السياق عند فشل العلاج الدوائي.
• العقيدات الدرقية: العقيدات الدرقية عادةً حميدة، وهي كتل قاسية تنمو في الغدة الدرقية، إلا أنها قد تكون في بعض الحالات غير مميزة ولا يمكن تحديد حالتها أخبيثة هي أم حميدة، وقد يتم إجراء استئصال الغدة في هذه الحالة بسبب الخطر المتزايد لتطور هذه العقيدات إلى السرطان.

الإستئصال الجزئي للغدة الدرقية

يعتمد نوع الاستئصال المجرى على الغدة الدرقية على نوع الحالة المعالجة وسبب إجراء العملية الجراحية.

تقسم الغدة الدرقية من حيث الشكل إلى ثلاثة أقسام، والتي تتضمن فصين على الجوانب يرتبطان عن طريق برزخ الغدة. ويتم تحديد نوع الاستئصال بناء على هذا التقسيم.



إذا كانت المشكلة التي استبطت استئصال الغدة الدرقية محصورة في أحد الفصوص فقط مثل العقيدات أو تضخم الغدة الدرقية وحيد الجانب فمن الممكن الاكتفاء بإزالة الفص المصاب مع برزخ الغدة الدرقية أو استئصال نصف الغدة الدرقية والإبقاء على القسم الآخر للقيام بوظائف الغدة الطبيعية.

وإن القسم المتبقي من الغدة الدرقية بعد الاستئصال الجزئي يكفي لإنتاج الهرمونات الدرقية بالمعدل الطبيعي للغدة الكاملة.

في بعض الحالات قد يعمل الطبيب على إزالة معظم الغدة الدرقية أثناء الاستئصال، تاركًا منها جزءًا صغيرًا جدًا فقط، وعادة ما تشمل هذه الحالات درجة شديدة من فرط نشاط الغدة الدرقية.

الإستئصال الكامل للغدة الدرقية

خلال الاستئصال الكامل للغدة الدرقية يعمل الطبيب على إزالة كامل الغدة دون أن يترك منها أي جزء في الجسم.

تستطب هذه العملية في حالات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية والأورام الخبيثة، والتي يوجد خطر عودتها إذا بقي جزء من الغدة في الجسم.

قد تتلى عملية استئصال ورم الغدة الدرقية بإعطاء جرعة من اليود المشع لتدمير الخلايا الدرقية التي يمكن أن تبقى بعد الاستئصال.

بعد إزالة الغدة الدرقية بشكل كامل سيحتاج المريض لتعويض الهرمونات الدرقية عن طريق الأدوية مدى الحياة، وهو ما يعمل الطبيب عليه من خلال وصف الأدوية والجرعات المناسبة.

كيفية الاستعداد لعملية استئصال الغدة الدرقية

قبل إجراء العملية الجراحية فإن بعض الاستعدادات ضرورية لمرور العملية دون مضاعفات.

عند الإصابة بفرط النشاط أو تضخم الغدة فسوف يصف الطبيب أدوية تتضمن اليود المشع ومحلول البوتاسيوم والأدوية المضادة لنشاط الغدة الدرقية. تعمل هذه الأدوية على إنقاص حجم الغدة بشكل كبير قبل الجراحة، وهو ما يجعل العملية أسهل ويقلل خطر النزف بشكل كبير.

في الأسابيع القليلة قبل العملية قد تحتاج إلى:

• إجراء التصوير المقطعي المحوسب وإجراءات تصويرية أخرى كالتصوير بالأمواج فوق الصوتية للغدة الدرقية، وتساعد هذه الإجراءات في تحديد حجم الغدة بدقة ومعرفة الأجزاء المصابة منها.
• في حالة وجود عقيدات درقية فقد يجري الطبيب خزعة بالإبرة الدقيقة للغدة لمعرفة ما إذا كانت العقيدات سرطانية أم لا.
• قد يجري الطبيب اختبارات لوظائف الحبال الصوتية، وذلك للتأكد من سلامتها قبل العملية إذ تحمل العملية خطر إصابتها.
• في الأسبوعين الأخيرين قبل العملية يجب إيقاف المكملات الغذائية والعشبية، والتحدث إلى الطبيب لتعديل أو إيقاف أي أدوية أخرى. يجب كذلك إيقاف الأدوية المميعة للدم بسبب خطر النزيف.
• في اليوم السابق للعملية يجب الصيام عن الطعام والشراب لمدة لا تقل عن 8 ساعات قبل العملية، يتضمن ذلك تناول آخر وجبة قبل 8 أو 12 ساعة، والتوقف عن شرب السوائل قبل 6 أو 4 ساعات على الأقل، والتوقف عن شرب الماء قبل ساعتين على الأقل.

كيف تتم عملية استئصال الغدة الدرقية؟

تتم عملية استئصال الغدة الدرقية بعد عدة مراحل من التحضير وإتمام الاستعدادات الضروية، ويتضمن ذلك:

قبل العملية

قبل البدء بالعملية سيعمل الطبيب على إجراء عدة فحوصات تتضمن قياس حرارة الجسم وضغط الدم ومعدل ضربات القلب، إضافة إلى معدل التنفس في الدقيقة الواحدة وإشباع الأوكسيجين في الدم، يجب أن تكون هذه العلامات الحيوية مستقرة وضمن المعدل الطبيعي لتقليل خطر المضاعفات والوقاية من أضرار التخدير العام.

يجب الحرص على الصيام عن الطعام والشراب في الليلة السابقة للعملية ولمدة 8 ساعات بعد آخر وجبة على الأقل، إذ يمكن أن يسبب وجود الطعام في المعدة مشاكل عديدة أثناء العملية.

يجب عدم تناول الأدوية المعالجة لفرط نشاط الغدة الدرقية في يوم العملية، كما يتم إيقاف أي أدوية أخرى سمح بها الطبيب في فترة التحضير، إذ يجب عدم تناولها في يوم إجراء العملية.

أثناء العملية

توجد عدة طرق لإجراء العملية الجراحية، أكثرها شيوعًا هو استئصال الغدة الدرقية بالجراحة المفتوحة. في الجراحة المفتوحة تتم العملية عن طريق إجراء شق في مقدمة العنق وتبعيد العضلات حتى الوصول إلى الغدة وكشفها.

بعد إجراء الشق الجراحي يبدأ الطبيب العمل على الغدة الدرقية وفصلها عن الأنسجة والأعضاء المجاورة للتحضير لإزالتها. وتتضمن أهم خطوات الاستئصال قطع إمدادات الدم عن الغدة، ويوجد خطر كبير لحدوث النزف في هذه المرحلة بسبب غنى الغدة الدرقية بالشرايين بشكل كبير.

حسب الحالة والأسلوب المحدد مسبقًا أثناء التحضير للعملية فإما أن يتم استئصال كامل الغدة أو استئصال نصف الغدة الدرقية فقط، وقد يتم استئصال نصف الغدة مع البرزخ أو أن يترك جزء صغير فقط منها مع إزالة القسم الأكبر المتبقي. بعد نهاية العملية والتأكد من عدم وجود نزيف في منطقة العملية يتم إغلاق الشق بالخيوط الجراحية وينقل المريض إلى غرفة الاستراحة.

بعد العملية

بعد استئصال الغدة الدرقية المجرى بسبب الإصابة بالسرطان، وعند الشك بوجود خلايا متبقية في موقع الغدة، فقد يتبع الاستئصال الكامل للغدة الدرقية بإعطاء جرعة من اليود المشع للمريض، والتي تهدف إلى قتل أي خلايا متبقية ومنع عودة الورم من جديد.

يستغرق التعافي بعد عملية استئصال الغدة الدرقية حوالي أسبوعين، وشهرًا حتى الوصول إلى الشفاء الكلي. ويتم متابعة التقييم والمراقبة خلال هذه الفترة من أجل الاستمرار بالعلاج حسب الحاجة.

اقرأ اكثر: ما هي أمراض الغدة الدرقية وما أعراضها؟ 

يحتاج المريض الذي خضع للاستئصال الكامل للغدة إلى تعويض الهرمونات الدرقية مدى الحياة، ويبدأ تعويض هذه الهرمونات بعد فترة شهر تقريبًا من الانتظار حتى نفاذ الكمية الموجودة في الجسم واستهلاكها، والتي تكون كبيرة جدا بسبب الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية.

يتم تعويض هذه الهرمونات عن طريق مستحضر دوائي منها، ويستخدم دواء ليفوثيروكسين عادةً والذي يتوفر بجرعات متعددة، يتم تناول هذا الدواء على شكل أقراص فموية تؤخذ مرة في اليوم

مخاطر استئصال الغدة الدرقية

توجد الغدة الدرقية في موقع حرج، إذ توجد عدة عناصر مهمة بقرب الغدة الدرقية، ولذلك فإن مخاطر العمل الجراحي في هذه المنطقة كثيرة، وتتضمن مخاطر استئصال الغدة الدرقية:

• النزيف، وهو الخطر الأهم في هذه العملية، وذلك لأن الغدة الدرقية غنية بكمية كبيرة من الشرايين ويؤدي العمل الجراحي عليها إلى زيادة خطر النزيف.
• العدوى بسبب نقص العناية بجرح العملية
• نقص مستويات الهرمونات الدرقية بعد الجراحة، والذي يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن وجفاف الجلد والشعر والاكتئاب وعدم تحمل البرد والتعب والخمول
• نقص الكالسيوم في الدم، إذ تشارك الغدة الدرقية في تنظيم مستويات كالسيوم الدم، ويؤدي استئصالها إلى اضطراب مؤقت في مستويات الكالسيوم
• بحة الصوت، والتي تحدث بسبب إصابة العصب الحنجري الراجع المجاور للغدة الدرقية أثناء الجراحة

اقرأ أيضًا عن: أمراض الغدة الدرقية

النتائج المتوقعة من عملية استئصال الغدة الدرقية

من المتوقع أن تنتج عملية استئصال الغدة الدرقية شفاءً كاملًا، وذلك في حالات التضخم في الغدة الدرقية والعقيدات الدرقية وكذلك أورام وسرطانات الغدة.

تؤدي العملية إلى شفاء سرطان الغدة الدرقية بشكل كامل شرط أن لا يكون قد انتقل إلى الأنسجة المجاورة.

بعد العملية فإن أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية سوف تحتاج فترة أسبوعين تقريبًا حتى تزول، وذلك بسبب تخزين كميات كبيرة من الهرمونات الدرقية في الجسم.

وبعد زوال هذه الأعراض وعودة نشاط الجسم إلى المعدل الطبيعي فمن المتوقع أن تستقر مستويات الهرمونات الدرقية في حالة الاستئصال الجزئي للغدة، أما عند الاستئصال الكامل فمن الضروري الحفاظ على استقرارها عن طريق العلاج بدواء الليفوثيروكسين المعيض للهرمونات الدرقية.

خيارات غير جراحية لاستئصال الغدة الدرقية

قد تكون الجراحة المفتوحة وسيلة غير محببة لاستئصال الغدة الدرقية، وذلك بسبب المخاطر المرتفعة والمضاعفات والآثار الجانبية الكثيرة وفترة الشفاء الطويلة.

قبل اللجوء إلى الجراحة يمكن أن يلجأ الطبيب إلى العلاج بالأدوية كاليود المشع والبوتاسيوم والأدوية المضادة لنشاط الغدة الدرقية، والتي تنجح في إنقاص حجمها بشكل كبير.

إلا أن بعض الحالات مثل الأورام والعقيدات تشترط الاستئصال. وإجراء استئصال الغدة الدرقية بدون جراحة عن طريق:

• استئصال الغدة الدرقية بالمنظار حيث يتم الاعتماد على شقوق صغيرة جدًا ومتعددة وعلى الأدوات التنظيرية، ما يقلل فترة الشفاء والآثار الجانبية
• استئصال الغدة الدرقية بالليزر حيث يتم تدمير الخلايا باستخدام شعاع ليزر مرتفع الطاقة

أفضل خدمات العلاج في تركيا تقدمها علاجك الطبية

إن علاجك الطبية هي الخيار الأمثل لتلقي العلاج لكل من يعاني من مشاكل وأمراض الغدة الدرقية.

تعمل علاجك الطبية على تقديم أرقى الخدمات العلاجية في مجال أمراض الغدد الصم وجراحة الأورام في تركيا، وذلك بمساعدة نخبة من أفضل الأطباء وأكثرهم خبرة.

كما تمتلك علاجك الطبية عيادات حديثة ومجهزة بأفضل الأدوات والأجهزة الطبية الحديثة وتقنيات التصوير الطبي والشعاعي ووسائل التشخيص المتطورة بمختلف أنواعها.

كما تضم المراكز الطبية التابعة لعلاجك أفضل المرافق ووسائل الراحة التي تهدف إلى تحسين تجربة العلاج بالنسبة لمرضانا وجعلها مريحة إلى أبعد الحدود.

يقدم لكم فريق علاجك الطبية الاستشارة بشكل مجاني، إضافة إلى مساعدتكم في تجهيزات الرحلة كالحجوزات والمرافقة والترجمة الفورية، كما تقدم علاجك الطبية خدمات العلاج المتكاملة بأفضل الأسعار.

تحرير: علاجك الطبية©