فرط نشاط الغدة الدرقية: الأسباب والعلاج
ما هو المقصود بفرط نشاط الغدة الدرقية؟
فرط نشاط الغدة الدرقية هو حالة تحدث عندما تفرز الغدة الدرقية كمية كبيرة من الهرمونات الدرقية، والتي تؤدي إلى زيادة معدل الأيض واستهلاك الطاقة في الجسم.
وتتضمن الهرمونات الدرقية كلًّا من هرمون الثيروكسين T4و هرمون ثلاثي يود الثيرونين T3، وهذه الهرمونات مسؤولة عن تنظيم استهلاك الطاقة في الجسم واستقلاب السكريات والدهون، إضافة إلى تنظيف درجة الحرارة ومعدل ضربات القلب والتنفس وضبط الوزن وتغذية الخلايا.
وتحدث العديد من التغيرات الفيزيولوجية في الجسم عند حدوث فرط نشاط الغدة الدرقية، وترتبط هذه التغيرات مع زيادة نشاط الأنسجة والخلايا المختلفة في الجسم إلى معدل أكثر من المعدل الطبيعي، وهو نتيجة لارتفاع مستويات الهرمونات الدرقية في الدم أكثر من الحد الأعلى الطبيعي لها.
يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية اضطرابًا في الحالة العامة للجسم ويؤدي إلى مشاكل كثيرة على مستوى الأنشطة اليومية والوظائف الحيوية، ولذلك فهو من الحالات التي تحتاج إلى التدخل الطبي والعلاج بطريقة مناسبة تحافظ على مستويات الهرمون الدرقي ضمن المعدل الطبيعي.
أسباب فرط نشاط الغدة الدرقية
تتضمن أسباب فرط نشاط الغدة الدرقية:
- التهاب الغدة الدرقية: يمكن أن يؤدي التهاب الغدة الدرقية في حالات مثل مرض جريفز إلى فرط نشاط الغدة الدرقية، وتعد التهابات الغدة الدرقية الحادة والمزمنة من أشهر الأسباب لهذا النوع من الاضطراب.
- أورام الغدة الدرقية: تسبب أورام الغدة الدرقية والكتل والعقيدات الدرقية إفراز كميات كبيرة من الهرمونات الدرقية، ما يؤدي إلى فرط نشاط الغدة الدرقية
- العلاج بالهرمونات الدرقية: في حالات خمول الغدة الدرقية أو استئصال الغدة الدرقية يتم العلاج بإعطاء الهرمونات الدرقية، ويحدث فرط نشاط الغدة الدرقية عند إعطاء جرعات مفرطة من هذه الهرمونات.
- الوراثة: قد يكون للوراثة دور في حدوث فرط نشاط الغدة الدرقية، وخاصةً في حالات وجود تاريخ عائلي لمثل هذا النوع من الاضطراب.
- العوامل البيئية: يمكن أن تسبب بعض المواد الكيميائية الموجودة في البيئة، مثل الرصاص والزئبق، فرط نشاط الغدة الدرقية
- الأدوية التي تحتوي على اليود: يسبب تناول الأدوية التي تحتوي على اليود مثل الأميودارون وصبغات التباين الخاصة بالتصوير الشعاعي فرط نشاط الغدة الدرقية بسبب فرط اليود.
أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية
تتضمن أبرز أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية:
- الأرق
- العصبية
- تسارع ضربات القلب
- التهيج والاستثارة بسهولة
- زيادة التعرق
- عدم تحمل الحرارة والدفئ
- الرعاش والرجفة في اليدين
- التوتر
- مشاكل النوم
- ترقق الجلد وتكسر الشعر والأظافر
- ضعف العضلات
- نقص الوزن
- زيادة الشهية بشكل واضح
- زيادة حركية الأمعاء
- جحوظ العينين (في مرض جريفز فقط)
مخاطر ومضاعفات فرط نشاط الغدة الدرقية
يمكن أن يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية إلى العديد من المخاطر والمضاعفات، ومن بين هذه المخاطر:
- أمراض القلب والأوعية الدموية: يزيد فرط نشاط الغدة الدرقية من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم واضطرابات نظم القلب، والذبحة الصدرية، والسكتة الدماغية بسبب الزيادة الكبيرة في معدل ضربات القلب.
- ضعف العظام: يمكن أن يؤدي الفرط الشديد في نشاط الغدة الدرقية إلى فقدان الكثافة العظمية وزيادة خطر الإصابة بكسور العظام بسبب سحب الكالسيوم منها.
- تأثيرات على الجهاز العصبي: يمكن أن يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية إلى اضطرابات في الجهاز العصبي، مثل القلق والتهيج والأرق والتعب.
- أمراض العين: يمكن أن يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية إلى ظهور أمراض العين، مثل التهاب العين.
- المشاكل الجلدية: يمكن أن يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية إلى الحكة وجفاف الجلد وتساقط الشعر وهشاشة الأظافر.
- الإصابة بالسكري: يمكن أن يزيد فرط نشاط الغدة الدرقية من خطر الإصابة بمرض السكري بسبب الارتفاع المستمر في مستويات سكر الدم.
تشخيص فرط نشاط الغدة الدرقية
تتضمن الاختبارات والطرق التي تفيد في تشخيص فرط نشاط الغدة الدرقية:
- تحاليل الدم: يتم قياس مستويات الهرمونات الدرقية في عينة من الدم، إذ تكون مستويات هذه الهرمونات مرتفعة في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية، إضافة إلى قياس مستويات هرمون TSH الذي يساعد في تحديد سبب فرط نشاط الغدة الدرقية.
- الفحص البدني: يتم فحص الغدة الدرقية باليد من قبل الطبيب، ويساعد هذا الفحص في تحديد حجم الغدة الدرقية وكثافتها والبحث عن كتل أو عقيدات ضمنها. يساعد الفحص البدني كذلك في التعرض على علامات فرط نشاط الغدة الدرقية مثل نقص الوزن وجفاف الجلد وتساقط الشعر.
- التصوير الشعاعي: يمكن استخدام تقنيات التصوير وأهمها الأمواج فوق الصوتية لقياس حجم الغدة الدرقية وتقييم وظيفتها.
- تصوير الغدة الدرقية الإشعاعي: هذا الاختبار من الاختبارات التي تساعد بشكل كبير في دراسة الغدة الدرقية وتشخيص أمراضها، ويتضمن إعطاء المريض جرعة من اليود المشع الذي تلتقطه الغدة الدرقية من الدم، ومن ثم يتم التصوير بأجهزة خاصة تلتقط الإشعاع الصادر عن الغدة وتساعد في عرضها على شكل مناطق حارة مفرطة النشاط وباردة ناقصة النشاط. يساعد هذا الاختبار في تقييم وظيفة الغدة الدرقية والبحث عن الكتل والعقيدات والأورام السرطانية.
كيفية علاج فرط نشاط الغدة الدرقية
توجد 3 طرق رئيسية لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية، ويتم تحديد الطريقة المناسبة حسب شدة الحالة وحجم الغدة الدرقية وعمر المريض والحالة الصحية العامة لديه، وتتضمن طرق العلاج:
- الأدوية المضادة للغدة الدرقية: تعمل هذه الأدوية، ومن مثلها دواء بروبيل ثيويوراسيل، على كبح نشاط الغدة الدرقية من خلال منعها من قبط اليود ومعاكسة نشاط خلاياها، وتساعد في تخفيض مستوى الهرمونات الدرقية وإنقاص حجم الغدة المتضخمة.
- اليود المشع: عنصر اليود له 3 نظائر، أحدها غير مشع وهو الذي يستفيد منه جسم الإنسان وتصنع منه الهرمونات الدرقية، وآخر يصدر كمية من الإشعاع تجعله ضارًا في الحالة الطبيعية. يستفاد من خصائص اليود المشع في هذه الحالة لتصغير الغدة الدرقية وتقليل حجمها وكبح نشاط الخلايا المنتجة للهرمونات.
- استئصال الغدة الدرقية: تحتاج الحالات الشديدة من فرط النشاط والإصابة بالكتل والعقيدات والأورام الخبيثة إلى استئصال الغدة الدرقية جراحيًّا، ويتم الاستئصال بشكل كلي أو شبه كلي يترك جزءًا صغيرًا من الغدة فقط، أو يتم استئصال نصف الغدة الدرقية مع الإبقاء على النصف الآخر.
نصائح للتعايش مع فرط نشاط الغدة الدرقية
فرط نشاط الغدة الدرقية حالة مزعجة ومزعجة، لكن يمكن للأشخاص المصابين بها أن التعايش بشكل جيد باتباع بعض النصائح والتوصيات، ومن بين هذه النصائح:
- اتباع نظام غذائي صحي: يجب على المرضى تناول وجبات غذائية متوازنة وغنية بالفيتامينات والمعادن المهمة، وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية العالية.
- الحفاظ على وزن صحي: يجب الحفاظ على وزن صحي وتجنب الزيادة الكبيرة في الوزن، حيث تؤدي الزيادة في الوزن من خطر الإصابة بمضاعفات فرط نشاط الغدة الدرقية.
- ممارسة التمارين الرياضية: يمكن للتمارين الرياضية المنتظمة أن تساعد على تحسين الحالة الصحية بشكل عام، وتقليل بعض الأعراض المرتبطة بفرط نشاط الغدة الدرقية، مثل القلق والاكتئاب.
- الحصول على قسط كاف من الراحة والنوم: من الضروري الحصول على قسط كاف من الراحة والنوم الجيد، حيث يساعد النوم الجيد على تحسين الصحة العامة للجسم والحفاظ على مستويات الطاقة.
- مراقبة الحالة بانتظام: يجب على المرضى مراقبة حالتهم بانتظام وزيارة الطبيب المعالج بانتظام لتعديل الجرعات الدوائية وتقييم التغيرات في الحالة.
تحرير: علاجك الطبية©
