عملية التلقيح الصناعي : الأنواع والمخاطر وفرص النجاح

يعتبر العقم أحد أكثر المشاكل شيوعًا في ما يتعلق بمشاكل الحمل والإنجاب، حيث يواجه 1 من كل 7 أزواج حالة من العقم، والذي يمكن أن يكون نتيجة إصابة المرأة بالعقم في ثلث الحالات، او إصابة الرجل في ثلث آخر من الحالات ويكون نتيجة إصابة الزوجين معًا في ثلث من الحالات. يمثل علاج العقم ونجاحه وحدوث الحمل تحديًّا كبيرًا بالنسبة للأزواج الذين يعانون من مشكلة العقم، كما أن الطرق العلاجية عديدة وغير مضمونة النجاح بشكل كامل. تدفع الإصابة بالعقم وما يرافقها من حالة نفسية سيئة ومشاكل زوجية ويأس وقلق من عدم الإنجاب العديد من الأزواج إلى اللجوء لطرق التلقيح الصناعي من أجل الإنجاب.

ما هو التلقيح الصناعي؟

التلقيح الصناعي هو واحد من الطرق الشائعة لعلاج العقم، وهو إجراء طبي يستخدم لمساعدة الأزواج المصابين بالعقم والراغبين بالإنجاب، ويعرف التلقيح الصناعي بأنه إجراء تخصيب صناعي باستخدام الوسائل الطبية لبويضة مأخوذة من المرأة باستخدام النطاف المأخوذة من الرجل، ومن ثم زرع البيضة المخصبة داخل الرحم وتأمين الظروف المناسبة لنموها وحدوث الحمل.

التلقيح الصناعي بالصور

أسباب اللجوء إلى التلقيح الصناعي

يتم استخدام التلقيح الصناعي لإحداث الحمل في عدد من الحالات، والتي تتضمن:

• العقم مجهول السبب عند المرأة: يتم استخدام التلقيح داخل الرحم جنبًا إلى جنب مع أدوية تحريض الإباضة من أجل حدوث الحمل.
• العقم الناتج عن بطانة الرحم الهاجرة: يفيد التلقيح الصناعي مع أدوية تحريض التبويض في حدوث الحمل عند المرأة المصابة بالعقم بسبب إصابتها بمرض بطانة الرحم الهاجرة.
• نقص الخصوبة عند الرجل: في هذه الحالة قد يكون عدد النطاف عند الزوج قليل أو تكون النطاف ضعيفة الحركة أو مصابة بالتشوهات، ما يجعل قابلية حدوث الحمل بشكل طبيعي ضعيفة، ولذلك يتم إحداث الحمل بمساعدة طرق التلقيح الصناعي.
• العقم بسبب مشاكل عنق الرحم: يوجد عنق الرحم في مدخل الرحم ويشكل ممرًا لعبور النطاف إلى داخل الرحم، كما يفرز عنق الرحم مواد مخاطية لحماية الرحم في فترة التبويض وتساعد المواد المخاطية على عبور النطاف. لا يمكن أن يحدث الحمل عند النساء المصابات بتضيق عنق الرحم أو اللواتي لديهن مفرزات مخاطية سميكة أكثر من الطبيعي في عنق الرحم، حيث تمنع هاتان الحالتان مرور النطاف ووصولها إلى البويضة، ولذلك يستخدم التلقيح داخل الرحم لإيصال النطاف إلى عنق الرحم.

• العقم الناتج عن مشاكل التبويض: يمكن أن تستفيد النساء المصابات بالعقم بسبب نقص أو مشاكل في التبويض من إجراءات التلقيح الصناعي من خلال أخذ البويضات إخصابها خارج الرحم.
• الحساسية تجاه السائل المنوي: في بعض الحالات النادرة قد تكون المرأة مصابة بحساسية تجاه أحد بروتينات السائل المنوي، وهو ما يمنع حدوث الحمل بشكل طبيعي. يمكن تجاوز هذه المشكلة من خلال طررق الإخصاب الصناعي.
• انسداد قناتي فالوب: يمنع انسداد قناتي فالوب وصول النطاف إلى البويضات. ويحدث بسبب الالتهابات أو الأمراض المنتقلة بالجنس مثل مرض السيلان أو بسبب الالتصاقات بعد عمل جراحي على البطن.

قد يهمك ايضا: العقم عند النساء: الأسباب وطرق العلاج

أنواع التلقيح الصناعي

توجد طريقتان طبيتان يمكن إجراء التلقيح الصناعي من خلالهما، وهما التلقيح داخل الرحم Intrauterine insemination (IUI) والتلقيح في المختبر In vitro fertilization (IVF).

1. التلقيح داخل الرحم IUI

التلقيح داخل الرحم هو الطريقة الأسهل من بين طرق التلقيح الصناعي، تقوم هذه الطريقة على أخذ عينة من النطاف من الزوج وحقنها داخل الرحم في وقت التبويض. يتم تحضير النطاف من خلال غسلها والتخلص من النطاف الضعيفة وبطيئة الحركة والمشوهة وغير القابلة للحياة، وبذلك يتم زيادة فرصة حدوث الإخصاب والحمل. بعد ذلك يتم مراقبة المرأة حتى حدوث التبويض، وإن انتظار الوقت المناسب لحقن النطاف هو العامل الأساسي الذي يحدد نجاح أو فشل هذا الإجراء. من الممكن استخدام أدوية تحريض التبويض لتحريض خروج أكثر من بويضة وزيادة فرصة الحمل، وعند التأكد من حدوث التبويض يتم حقن النطاف داخل الراحم بعد حدوث التبويض بيوم أو يومين.

متى يستخدم التلقيح داخل الرحم؟

تستخدم طريقة التلقيح داخل الرحم في الغالب عند وجود أمراض أو حالات تمنع وصول النطاف إلى البويضة وانسدادات الطرق التناسلية لدى المرأة، والتي تتضمن مشاكل عنق الرحم مثل تضيق عنق الرحم والمخاط السميك في عنق الرحم، إضافة إلى مرض بطانة الرحم الهاجرة ونقص الخصوبة عند الرجل، إذ لا تكون جودة وعدد النطاف كافيين لتعيش حتى وصولها إلى البويضة وحدوث الإخصاب.

فرص نجاح التلقيح داخل الرحم

التلقيح داخل الرحم طريقة فعالة في إحداث العمل، لكن فرص النجاح تعتمد على موقع الانسداد في الطرق التناسلية عند وجوده. إذا كان الانسداد في القسم الأخير من قناتي فالوب فإن فرصة النجاح هي 11.7 في المئة فقط. أما إذا كان الانسداد قريبًا إلى الرحم فإن فرصة النجاح هي 38.1 في المئة، وتقترب فرصة النجاح من 60 في المئة إذا كان الانسداد في عنق الرحم. أما إذا كان لدى الزوج مشاكل في الخصوبة فإن نسبة النجاح تنخفض إلى 16.9 في المئة.

2. التلقيح في المختبر IVF

التلقيح في المختبر هو طريقة معقدة وطويلة من طرق التلقيح الصناعي، وتستخدم هذه الطريقة للوقاية من الأمرض والمشاكل الوراثية للجنين وللمساعدة في حدوث حمل ناجح. في طريقة التلقيح في المختبر يتم إخذ بيوض ناضجة من المرأة إضافة إلى عينة من النطاف من الزوج وإخصابها ضمن شروط خاصة في المختبر وإنضاجها حتى مرحلة معينة ثم إعادة زرعها داخل الرحم. وتستغرق عملية الإخصاب في المختبر لكي تكتمل قرابة 3 أسابيع تقريبا. وقد تقسم خطوات التلقيح في المختبر إلى مراحل أخرى وتستغرق وقتًا أطول.

خطوات التلقيح  في المختبر (عبر الأنابيب)

تحتاج عملية التلقيح في المختبر إلى سلسلة طويلة ومعقدة من الخطوات، والتي تبدأ بالتحضير ثم إجراء الفحوصات الضروية مع مقابلة الزوجين وشرح المخاطر والنتائج المتوقعة ثم الشروع في إجراءات أخذ البويضات والنطاف وإجراء الإخصاب ونقل الأجنة إلى الرحم. تتضمن مرحلة التحضير لإجراء التلقيح في المختبر:

• تحليل مخزون المبيض لمعرفة عدد البويضات الموجود لدى المرأة ونوعيتها وجودتها وتحديد الطريقة التي سيستجيب بها المبيض لأدوية الخصوبة
• تحليل السائل المنوي لتقدير عدد وحركية وجودة النطاف عند الزوج
• تجربة لنقل أجنة وهمية إلى الرحم، وتجرى لتقدير عمق الرحم وطريقة نقل الأجنة الأفضل لإنجاح العملية وحدوث الحمل
• فحص الرحم لتقدير قابلية الرحم للتمدد وقدرته على احتواء الحمل والاستمرار به.

بعد انتهاء التحضيرات والفحوصات الضرورية تبدأ عملية التلقيح في المختبر بالخطوات التالية:

• تحريض التبويض: من أجل الحصول على بويضات جيدة ومناسبة للإخصاب يتم تحريض التبويض من خلال أدوية لتحريض نشاط المبيضين، مع أدوية تساعد في نضج البويضات وكذلك أدوية تمنع التبويض قبل نضج البويضات. بالإضافة إلى إعطاء أدوية تحاكي دورة إفراز الهرمونات الطبيعية في الجسم وذلك من أجل تجهيز الرحم لاستقبال الحمل. يجب أن يستمر تحريض الإباضة قرابة أسبوعين قبل الحصول على بويضات قابلة للإخصاب، ولتحديد حالة البويضات يتم إجراء فحوصات باستخدام الأمواج فوق الصوتية عبر المهبل إضافة إلى التحاليل الدموية.
• حصد البويضات: يتم حصد البويضات في عيادة الطبيب بعد يوم أو يومين من انتهاء العلاج بأدوية تحريض التبويض، وقبل حدوث التبويض الطبيعي.
• الحصول على النطاف: يتم أخذ عينة من النطاف من الزوج من أجل إجراء الإخصاب.
• الإخصاب: يتم تلقيح البويضات المأخوذة من المرأة في المختبر باستخدام نطاف الزوج، وتوجد طرق متعددة لإتمام هذه الخطوة بنجاح. ويتم تلقيح 3 بويضات عادةً من أجل زيادة فرص النجاح.
• نقل البيوض المخصبة: بعد إجراء التلقيح الصناعي بخمسة أيام تقريبا يتم نقل البيوض المخصبة إلى الرحم في العيادة وفي حال نجاح التلقيح الصناعي ستنغرس واحدة أو أكثر من البويضات في بطانة الرحم ويحدث الحمل خلال 6 – 10 أيام بعد زرعها.

متى يستخدم التلقيح عبر الأنابيب؟

يمكن استخدام التلقيح عبر الأنبيب في معظم الحالات التي يتعذر معها حدوث الحمل بشكل طبيعي، بما في ذلك:

• انسداد أو ضرر قناتي فالوب الشديد في الالتهابات والإصابة بعدوى الكلاميديا أو مرض السيلان.
• مشاكل التبويض والعقم المبيضي
• مرض بطانة الرحم الهاجرة
• الأورام الليفية في الرحم
• استئصال قناتي فالوب أو ربطها في وقت سابق
• ضعف في انتاج النطاف عند الزوج أو ضعف وظيفة النطاف المنتجة
• العقم مجهول السبب
• احتمال إصابة الطفل بالأمراض الوراثية، إذ تفيد إجراءات التلقيح عبر الأنابيب في استبعاد الجينات المرضية

فرص نجاح التلقيح عبر الأنابيب

يعتمد نجاح التلقيح عبر الأنابيب على عمر المرأة بشكل رئيسي، إضافة إلى عدد من العوامل الأخرى. تبلغ نسبة نجاح التلقيح عبر الأنابيب 32% عند النساء بعمر أقل من 35 سنة. كما تبلغ فرصة النجاح 25% عند النساء بين 35 و 37 من العمر، وتبلغ فرصة النجاح 19% عند النساء بين 38 و 39 سنة.

مخاطر التلقيح الصناعي

على الرغم من الفائدة الكبيرة التي يقدمها التلقيح الصناعي في إحداث الحمل والإنجاب والتغلب على مشاكل الإنجاب والعقم، إلا أن هذه الإجراءات حتى مع نجاحها تحمل مخاطر يجب أخذها بالحسبان عند إجراء التلقيح الصناعي، تتضمن أبرز مخاطر التلقيح الصناعي:

• العدوى بسبب استخدام الأدوات الطبية ضمن الطرق التناسلية لدى المرأة
• النزيف خلال عملية التلقيح داخل الرحم أو عند زرع البويضات في التلقيح عبر الأنابيب
• الحمل المتعدد، حيث تحتمل طرق التلقيح الصناعي احتمالية كبيرة لحدوث حمل توأمي أو حمل بثلاثة توائم
• الولادة الباكرة ونقص وزن الولادة عند الجنين
• متلازمة فرط تحريض المبيض، وهي حالة تحدث بسبب أدوية تحريض التبويض وتؤدي إلى انتفاخ وتورم المبيض والألم فيه مع ألم البطن والتطبل والغثيان والتقيؤ والإسهال وتزول الأعراض خلال أسبوع عادةً، لكنها قد تستمر عدة أسابيع في حالة الحمل.
• الإسقاط وخسارة الحمل، ويبلغ احتمال الإسقاط 15 – 25% ويزداد بازياد عمر الأم
• الحمل خارج الرحم، وهي حالة مهددة للحياة
• العيوب الولادية عند الجنين
• السرطان، ويكون السبب هو أدوية تحريض التبويض

كيف يمكن لعلاجك الطبية مساعدتك في عمليات التلقيح الصناعي؟

يعمل في مراكز الإخصاب الصناعي والأجنة في علاجك الطبية مجموعة تتضمن نخبة الأطباء والطواقم الطبية، حيث تعمل تعمل فرقنا المؤهلة وفق أفضل معايير التدريب وأحدث الطرق والأساليب الطبية بخبرة سنوات طويلة وإنجازات كبيرة، من اجل تقديم الخدمات الأفضل لكم في مجال التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب. يساعدكم أطباؤنا وطواقمنا على إيجاد الوسيلة الأفضل للحصول على حمل صحي وآمن. حيث تقدم علاجك الطبية خدمات متنوعة في مجال التلقيح الصناعي تتضمن:

• التلقيح داخل الرحم
• التلقيح عبر الأنابيب
• فحص الجينات والبحث عن الأمراض الوراثية قبل نقل الجنين إلى الرحم

في علاجك الطبية نقوم بإجراء جميع الاختبارات والفحوصات التي تضمن إتمام عملية التلقيح الصناعي ونجاحها بشكل آمن دون حدوث المضاعفات مع الحرص على تجنب المخاطر الطبية ما أمكن ذلك، كما نقدم لكم خدمات مميزة في المتابعة الدورية والمستمرة حتى حدوث الحمل والولادة لتقييم الحالة بشكل مستمر والحرص على استمرار الحمل بشكل آمن وصحي.

اقرأ ايضا: ما هو الفرق بين التلقيح الصناعي والحقن المجهري في علاج العقم

علاجك الطبية©