تعتبر السمنة من الأمراض الأكثر شيوعا في المجتمعات المعاصرة، فهل النساء أكثر عرضة للسمنة من الرجال؟ وماهي أكثر أنواع السمنة شيوعا عند النساء؟
تعتبر السمنة من أكثر مشاكل الجسم التي تخشاها النساء، وكما أن للسمنة عموما عوامل كثيرة تؤهب لها فإن لدى النسوة عوامل تجعلهم أكثر خطرًا للتعرض للسمنة، فالبدانة أكثر انتشارًا بين النساء منها لدى الرجال، إذ يقدّر أن لكل اثنتين من ثلاثة نسوة في الولايات المتحدة نمط من زيادة الوزن.
هي السمنة التي تنجم عادةً عن توضع الشحوم في النصف الأعلى من الجسم، أي في الجيوب الشحمية حول العنق وفي الصدر حول الثديين. وهي في الغالب مؤشر مرضي يدل على متلازمة استقلابية كعدم تحمل الغلوكوز أو مقاومة الأنسولين (السكري) أو ارتفاع التوتر الشرياني أو التصلب العصيدي أو فرط شحوم الدم. ولعلّ زيادة الشحوم في منطقة الصدر تحصل بسبب الحمل والولادة لدى النساء كذلك.
يعد السيلوليت أكثر المظاهر المترافقة مع السمنة أو الناتجة عنها، وهو حالة تبرقع الجلد واضطراب مظهره نتيجة تراكم الشحم في مناطق معينة تحت الجلد دون أخرى فيبدو الجلد مموجًا مترهّلًا يعوز مظاهر الحيوية والشباب. يصيب السيلوليت نسبة كبيرة من النساء ويترافق مع عوامل منها التقدم في العمر وزيادة الوزن والهرمونات والحمل وقلة النشاط البدني والنظام الغذائي غير المتوازن.
أكثر ما يدل على السمنة هو مظهر الجسم الخارجي وهو العلامة الأوضح، إذ تظهر بصورة زيادة في حجم البطن ومحيط الحوض والأرداف والفخذين، إضافة إلى زيادة في توضع الشحوم في النصف الأعلى من الجسم حول الثديين مع زيادة ملحوظة في محيط منتصف العضد.
تظهر السمنة لدى النساء أحيانًا بأعراض أخرى تنتج عن زيادة الوزن عمومًا منها:
اضطرابات النوم.
آلام الظهر والمفاصل.
عدم تحمل الحرّ وفرط التعرق.
ضيق التنفس.
التعرض لعدوى فطرية بين طيات الجلد.
تسبب السمنة كثيرًا من الأمراض التي تضع النساء في خطر أكبر للتعرض لمشاكل صحية مستعصية أو مستديمة. تزيد السمنة خطر الإصابة بكل من:
اضطرابات التنفس : قد تصاب المرأة زائدة الوزن بانقطاع التنفس النومي إذ قد ينتج عن زيادة الشحوم في العنق التي تضيق مجرى التنفس مسببة توقف التنفس بشكل مؤقت نوبي خلال فترة النوم.
الإصابة بالسرطان : لدى النسوة البدينات خطر أكبر للإصابة بسرطانات الثدي والرحم والمبيض وسرطان الجهاز الهضمي.
السكري : تضاعف السمنة لدى النساء خطر الإصابة بالسكري إذ تسبب المقاومة المحيطية للأنسولين.
أمراض القلب : كلما ازداد وزن المرأة كلما حاق الخطر بها للإصابة بأمراض القلب التي هي مسبب الوفاة الأول للنساء في الولايات المتحدة.
ارتفاع التوتر الشرياني : تزيد السمنة من خطر الإصابة بارتفاع التوتر الشرياني فوق ما هو عليه لدى لنسوة صحيحات الوزن. يمكن أن يؤذي فرط ضغط الدم ههنا الشرايين مسببًا مضاعفات وخيمة.
فرط الكولسترول : تزيد السمنة من مستويات الكولسترول السيء وتقلل من الكولسترول الجيد في الدم، ما يرفع خطر التوضعات الشحمية في جدر الشرايين وإحداث التصلب الشرياني لدى المرأة المصابة.
اضطرابات الحمل : إذا كانت المرأة بدينة فقد يصعب عليها الحمل، وإن حدث وحملت فإن الوزن الزائد مصدر خطر كبير عليها وعلى الجنين فقد تسبب السكري الحملي أو داء تسمم الحمل.
السكتة الدماغية : ترفع السمنة من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية لدى المرأة.
إقرأ أكثر: ماهي امراض السمنة واعراضها
للسمنة عند النساء عوامل كثيرة تؤخذ بعين الاعتبار زيادةً على أسباب السمنة في عمومها، إذ تعزى لدى النساء أكثر الأمر إلى عوامل الهرمونات والحمل وقلة النشاط الاستقلابي والجهد البدني عنه لدى الرجال.
تلعب عوامل عديدة الدور الرئيس في إصابة السمنة لمنطقة الأرداف لدى المرأة، أكثرها أهمية قلة التمارين على عضلات الحوض والمترافقة منها مع نظام غذائي مرتفع السعرات الحرارية، تميل أجسام النسوة إلى خزن الشحوم في منطقة الحوض والبطن والأرداف أكثر الأمر، كما أن معدل الاستقلاب لديهنّ أقل مما هو عليه لدى الرجال وكتلة العضلات أقل نموًّا كذلك وهذا ما يشكل عاملًا أساسًا في سهولة كسبهنّ للوزن.
ليست سمنة الطرفين العلويين لدى النساء بالأمر المرحب به، خصوصًا أنها أكثر ما تحدث إن حدثت وحدها عندما تترافق مع اضطرابات استقلابية أو هرمونية كالسكري أو ارتفاع التوتر الشرياني أو تصلب الشرايين وفرط شحميات الدم. لكن سمنة الذراعين قد تحدث بشكل طبيعي عند الحمل، ومن خلالها قياس محيط الذراع لدى المرأة الحامل يمكن تقدير حالتها التغذوية وتقييم انسجام وزنها مع الحمل، كما قد تحدث ضمن إطار زيادة الوزن العامة في الجسم.
لا تحدث السمنة ضمن السياق الطبيعي عادة بشكل مفاجئ، إنما يزاد الوزن شيئًا فشيئًا وبشكل تدريجي. ومن حيث لا سياق طبيعي للسمنة المفاجئة فإنها تنجم أكثر الأمر عن الإصابة بالأمراض الاستقلابية أو الهرمونية حالات مرضية أخرى.
تسبب متلازمة كوشينغ السمنة المفاجئة، وهي حالة من الاختلال الهرموني تنتج عن فرط إفراز هرمونات غدة قشر الكظر (الكورتيزون والهرمونات الجنسية الأنثوية) وتؤثر هذه الهرمونات في حركة الشحوم ضمن الجسم مسببة تراكمها بشكل مفرط في الوجه والبطن والعنق متظاهرةً بالسمنة المميزة للداء. ويسبب قصور نشاط الغدة الدرقية نقصًا كبيرًا في معدل الاستقلاب كذلك ويتيح تراكم الشحوم في مناطق الجسم المعرضة للسمنة فتظهر زيادة الوزن خلال فترة قصيرة جدا أيضًا.
كما يمكن أن تنتج السمنة المفاجئة عن الإصابة بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات أو قصور القلب الاحتقاني، زيادةً على الاكتئاب والأرق وداء انقطاع التنفس أثناء النوم.
يعتبر الحمل من أكثر مسببات زيادة الوزن لدى النساء، إذ لا بد للمرأة الحامل من أن تكتسب قدرًا كبيرًا من الوزن على امتداد فترة حملها، وهو الضروري لاستمرار الحمل ولقدرة الجسد على تأمين كفاية من الغذاء والطاقة للأم وجنينها على حد سواء. يصعب على النساء عادةً التخلص من هذه الزيادة في الوزن بعد الولادة وتحتجن فترة طويلة للعودة إلى الوزن الطبيعي. تسبب الحمول المتتالية دون فواصل زمنية تعزيز السمنة الناتجة عن الحمل فيزداد وزن المرأة بشكل غير طبيعي حتى بعد ولادتها.
توجد طرائق عديدة للتخلص من السمنة وعلاجها، تحتاج النسوة البدينات عادةً إلى اتباع ما يأتي للتخلص من الوزن الزائد والحفاظ على جسم صحيح بوزن طبيعي :
ضبط نظام غذائي متوازن بالنسبة للشحوم والسكريات، على أن يكون غنيًّا بالألياف والبروتينات
ممارسة الرياضة بشكل منتظم
التخلص من العادات اليومية المسببة للسمنة كقلة النشاط والحركة
معالجة الأمراض الاستقلابية إن وجدت من حيث أن لها أثرًا كبيرًا في زيادة الوزن.
المباعدة بين الحمول بفارق لا يقل عن ثلاث سنوات بين حمل وآخر.
ويمكن في حال عدم نجوع كل ما سبق اللجوء إلى معالجات طبية تخصصية تستعمل الأدوية أو الجراحة كعمليات شفط الدهون بالليزر مثلا لحل مشكلة زيادة الوزن.
تقوم سمنة الهرمونات بشكل أساسي على قائمتين، هما قصور نشاط الغدة الدرقية وفرط نشاط الغدة الكظرية. إن هاتان الحالتان مصدر خطر على حياة المرأة ومصدر زيادة وزن خطرة إذا لم تعالجا، ولذا يجب على المصابين الخضوع للعلاج بالشكل التالي :
العلاج بتعويض الهرمونات الدرقية المفقودة : وهو بسيط ولا يكلف العناء. يعالج المرضى المصابون بقصور نشاط الغدة الدرقية بإعطاء أدوية تحوي الهرمونات المطلوبة وتؤخذ بشكل منتظم ويومي.
تحتاج متلازمة كوشينغ (فرط نشاط الكظر) إلى استئصال كامل الغدتين الكظريتين والإعاضة عنهما بإعطاء الستيروئيدات فمويًّا طيلة حياة المريض.
المصادر: Women's Health ،Medicinenet
خدمات العلاج
في افضل المراكز الطبية
اتصل بنا
يرجى ملىء النموذج أدناه مع وصف حالتك الصحية
إن بياناتكم الشخصية تخضع لعملية معالجة كما هون مبين في نص البيان العام وإن قيامكم بالمتابعة يعني موافقتكم بالرضا الصريح على عملية المعالجة