nav
whatsapp icon

ما هي أمراض المناعة الذاتية وما أسبابها وطرق علاجها؟

blog single image

ما هي أمراض المناعة الذاتية؟

أمراض المناعة الذاتية هي مجموعة من الأمراض التي تنشأ عندما يهاجم الجهاز المناعي للجسم خلاياه الصحية نتيجة لخطأ في تمييز هذه الخلايا، إذ يعتبرها الجهاز المناعي أجساماً غريبة ويقوم بمهاجمتها وتدميرها.

أمراض المناعة الذاتية متنوعة، يؤثر بعضها على المفاصل وآخرى على الجلد، وبعضها على الغدد الصماء وبعضها على الأوعية الدموية، كما توجد أمراض مناعية ذاتية تؤثر على عدة أجهزة معًا، بما قد يشمل الجهاز التنفسي والقلب والكلى.

تتفاوت أعراض أمراض المناعة الذاتية من حالة إلى أخرى، ويتم تشخيصها عادةً من خلال تاريخ المرض والأعراض والتحاليل المخبرية للبحث عن الأجسام المضادة الخاصة بكل مرض، إضافة إلى الفحص البدني. هذه الأمراض مزمنة وتحتاج إلى تدبير طويل الأمد بالإضافة إلى خطة علاجية تشمل الأدوية والعلاج الفيزيائي وتغيير نمط الحياة.

والمناعة الذاتية، أو المناعة المكتسبة، هي النظام المناعي المسؤول عن التسبب بهذه الأمراض. وهو عبارة عن مجموعة من الخلايا المسؤولة عن التعرف على الأجسام الغريبة عندما تدخل إلى الجسم والاستجابة لها من خلال إنتاج الأجسام المضادة وآليات قتل الخلايا وكذلك الخلايا الذاكرة التي تتعرف على الجسم الغريب عندما يدخل إلى الجسم مرة أخرى.

 أمراض المناعة الذاتية

أعراض أمراض المناعة الذاتية

تختلف أعراض أمراض المناعة الذاتية حسب نوع المرض والأعضاء المتأثرة به. وتوجد بعض الأعراض المشتركة التي يمكن أن تظهر في أكثر من نوع من أمراض المناعة الذاتية، والتي تتضمن:

  • التعب الشديد والضعف العام.
  • الألم والتورم في المفاصل.
  • حساسية وتهيج الجلد، والطفح الجلدي والقشعريرة والحكة.
  • الحمى المستمرة أو المتكررة.
  • فقدان الوزن غير المفسر
  • الاضطرابات الهضمية مثل الإسهال المزمن أو الإمساك أو آلام البطن
  • آلام العضلات والألم العصبي.
  • تغيرات في كثافة الشعر وتساقط الشعر في مرض الثعلبة
  • التهاب العينين وجفاف العين
  • صعوبات التنفس والتهاب الرئتين
تواصل معنا الآن تواصل معنا الآن

جدير بالذكر أن هذه الأعراض قد تظهر بالترافق مع عدة من الحالات الصحية الأخرى غير الناتجة عن أمراض المناعة الذاتية. لذلك، يجب استشارة الطبيب لتقييم الأعراض بشكل شامل وإجراء التشخيص بشكل صحيح. إذ يتطلب تشخيص أمراض المناعة الذاتية تقييمًا شاملاً يتضمن التاريخ الصحي للمريض والتحاليل المخترية والفحص البدني.

أسباب أمراض المناعة الذاتية

إن سبب أمراض المناعة الذاتية ما يزال مجهولًا حتى يومنا هذا، إلا أن بعض العوامل المؤهبة والتي تزيد من خطر الإصابة قد تم تحديدها بالفعل، والتي تتضمن:

  • العوامل الوراثية: يعتبر الاستعداد الوراثي المسبب الأهم لأمراض المناعة الذاتية بجانب عوامل أخرى، إذ أن الأشخاص الذين لديهم صلة قرابة من الدرجة الأولى مع شخص مصاب بأحد هذه الأمراض أكثر عرضة للإصابة.
  • العوامل البيئية: قد تلعب بعض العوامل البيئية دورًا في تفعيل أمراض المناعة الذاتية عند الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي. هذه العوامل عديدة ومتنوعة، وتشمل التدخين والتعرض للمواد الكيميائية والعضوية، ومنها كذلك ما يقترن بطبيعة الطقس مثل مرض التصلب المتعدد، الذي يزداد انتشاره في البلدان الباردة وقليلة التعرض للشمس.
  • الوزن: إذ تزيد السمنة من خطر الإصابة بهذه الأمراض.
  • العوامل الغذائية: قد يعود أصل بعض أمراض المناعة الذاتية إلى الأسباب الغذائية، ولا يخفى ذلك عند الإصابة بمرض كرون أو الداء البطني، وهما من الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي وتؤثر الحمية الغذائية بشكل كبير في علاجهما.
  • اختلال توازن الهرمونات: قد تكون الاضطرابات الهرمونية العامل المطلق لأمراض المناعة الذاتية في بعض الحالات.
  • العدوى: قد تبدأ بعض أمراض المناعة الذاتية بعد التعرض لعدوى، يشمل ذلك الإصابة بالحمى الرثوية وكذلك مرض السكري النوع الأول.
  • الأدوية: تمتلك بعض الأدوية تأثيرًا محرضًا لأمراض المناعة الذاتية، والتي منها بعض الأدوية الخافضة لضغط الدم وبعض المضادات الحيوية.

وتقتضي النظرية الأكثر قبولًا بالنسبة لأسباب هذه الأمراض بأنها تضافر ما بين الاستعداد الوراثي وأحد العوامل المحرضة كالعوامل البيئية أو الغذائية أو العدوى أو الهرمونات.

أسباب أمراض المناعة الذاتية

أشهر أنواع أمراض المناعة الذاتية

أمراض المناعة الذاتية متعددة ومتنوعة بشكل كبير، كما أنها تصيب مختلف أجهزة وأعضاء الجسم. بعض هذه الأمراض يكون موضعيًّا، أي تقتصر الإصابة على عضو واحد فقط كالجلد أو المفاصل، وبعضها الآخر يكون جهازيًّا، أي يصيب مختلف أعضاء الجسم معًا، وتتضمن أشهر أنواع أمراض المناعة الذاتية:

  1. الذئبة الحمامية الجهازية: هو أحد الأمراض التي تصيب أغلب أجهزة الجسم، وتتضمن الأعراض بشكل رئيسي طفحًا جلديًا على شكل فراشة على الوجه، إضافة إلى التهاب المفاصل، التعب العام، الحساسية للشمس، التهاب الكلى وآلام الصدر.
  2. التصلب المتعدد: وهو مرض عصبي يتضمن ظهور لويحات التهابية في أماكن متفرقة على شكل نوبات متباعدة في الدماغ، ويسبب أعراضًا منها ضعف العضلات وصعوبة التنسيق الحركي، ضعف الرؤية، وأحيانًا العمى بشكل مؤقت أو دائم، خدر وتنميل الأطراف، صعوبة في التحكم بالمثانة والأمعاء والآلام العصبية.
  3. التهاب المفاصل الروماتويدي: في هذا المرض تهاجم الخلايا المناعية المفاصل الصغيرة في اليدين وتسبب تورمًا وألمًا في المفاصل، خشونة المفاصل واليبوسة في الصباح عند الاستيقاظ إضافة إلى تشوهات في المفاصل وفي شكل اليد
  4. مرض هاشيموتو: هو التهاب ينتج عن مهاجمة الجهاز المناعي للغدة الدرقية، ويتضمن تورم الغدة الدرقية وزيادة الوزن والتعب الشديد، ضعف العضلات، جفاف الجلد وهشاشة الشعر والاكتئاب.
  5. مرض جريفز: هو أيضًا أحد الأمراض المناعية التي تصيب الغدة الدرقية، لكنه يسبب أعراضًا تتضمن نقص الوزن والتوتر وزيادة الشهية والأرق وجحوظ العينين.
  6. أمراض الأمعاء الالتهابية: تتضمن هذه الأمراض كلًّا من داء كرون، وهو حالة التهابية تصيب قطعًا متفرقة من الأمعاء وتسبب النزف والألم البطني وسوء الامتصاص. والداء البطني، وهو عبارة عن حساسية تجاه الغلوتين الموجود في مشتقات القمح.
  7. تصلب الجلد: هو إصابة التهابية مزمنة في الجلد، وتشمل في بعض الحالات أعضاء أخرى مثل الكلى والرئتين. تسبب الإصابة بشكل أساسي ضمور مناطق من الجلد وانكماشها.

مخاطر أمراض المناعة الذاتية ومضاعفاتها

تحمل أمراض المناعة الذاتية خطرًا للتسبب بعدة مضاعفات مهمة وتأثيرات سلبية على حياة المريض، منها:

  • صعوبة الحركة وعدم القدرة على إنجاز بعض المهام نتيجة لأمراض وإصابات المفاصل والجلد والعضلات التي تجعل الحركة صعبة
  • التأثير على الخصوبة والإنجاب، إذ تجعل بعض الأمراض الحمل غير ممكن أو محفوفًا بالمخاطر
  • زيادة خطر الأمراض القلبية، إذ تسبب بعض الأمراض إصابات قلبية خطيرة قد تسبب قصور القلب
  • أمراض الرئة، والتي قد تسبب التهابات رئوية شديدة قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات
  • أمراض الكبد وتثبيط نخاع العظام وما ينتج عنهما من فقر الدم وضعف الجهاز المناعي وزيادة خطر النزيف، وذلك بسبب التأثيرات الجانبية للأدوية المستخدمة في العلاج
  • سوء الامتصاص وسوء التغذية في أمراض الأمعاء الالتهابية
  • الجلطات الدموية، وما قد ينتج عنا كالسكتة الدماغية والنوبة القلبية والانصمام الرئوي وإصابات الأعضاء الأخرى
  • الألم العصبي وصعوبة تنسيق الحركات ومشاكل الإحساس مثل الخدر والتنميل
تواصل معنا الآن تواصل معنا الآن

كيفية تشخيص أمراض المناعة الذاتية

يتطلب تشخيص أمراض المناعة الذاتية تقييمًا شاملاً، والذي يتضمن كلًّا من:

  • المقابلة مع الطبيب: خلالها تتم دراسة الأعراض والسؤال عن التاريخ الصحي للمريض ولعائلته.
  • الفحص البدني: يهدف الفحص الدني لتقييم العلامات والأعراض الظاهرة، والتي قد تشير إلى أمراض المناعة الذاتية، ويكون الفحص بشكل رئيسي للمنطقة التي توجد فيها الأعراض، والتي قد تشمل الجلد أو المفاصل أو العينين والفم أو الأعضاء الداخلية كالقلب والكلى.
  • التحاليل المخبرية: تترافق أمراض المناعة الذاتية مع وجود أجسام مضادة معينة في دم المريض، يدل كل منها بالإضافة إلى الأعراض على أحد هذه الأمراض.
  • التصوير الشعاعي: يمكن الاعتماد على التصوير الشعاعي لتشخيص بعض أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • الاختبارات الوظيفية: لا تستخدم هذه الاختبارات للتشخيص، إنما هي مفيدة في تقييم حالة الأعضاء المصابة، ومثالها اختبارات وظائف الرئة ووظائف الغدة الدرقية.

تشخيص أمراض المناعة الذاتية

طرق علاج أمراض المناعة الذاتية

تختلف طرق علاج أمراض المناعة الذاتية وفقًا لنوع المرض وشدته وحسب الجسم المتأثرة كذلك. ويكون الهدف من العلاج عادةً هو ضبط الأعراض ومنع تفاقمها، إذ لا يوجد علاج شافٍ لهذه الأمراض.  تعالج معظم أمراض المناعة الذاتية بالأدوية، والتي تتضمن:

  • مضادات الالتهاب: تستخدم مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتدبير الأعراض مثل الألم والتورم والانتفاخ. ولا تسبب هذه الأدوية توقف المرض بل تساعد في تهدئة الأعراض فقط.
  • الستيرويدات: الستيرويدات أيضًا أدوية مضادة للالتهاب لكنها أشد فعالية من سابقتها، ويمكن أن تستخدم عن طريق الفم أو الحقن في العضلات أو الأوردة، كما يمكن حقنها مباشرةً إلى المنطقة المصابة في بعض الحالات مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • الأدوية المثبطة للمناعة: تتضمن هذه الأدوية عدة أصناف، منها دواء ميثوتركسات وسايكلوسبورين وسايكلوفوسفاميد وميكوفينولات موفيتيل وغيرها. توقف هذه الأدوية نشاط الجهاز المناعي وتمنعه من مهاجمة خلايا الجسم. لكنها تسبب ضعف المناعة وتزيد خطر أنواع عديدة من العدوى وتسبب آثارًا جانبية عديدة أخرى.
  • العلاج البيولوجي: العلاج البيولوجي هو الوسيلة الأخيرة التي يلجأ لها الأطباء بسبب تكلفته المرتفعة، والذي يتضمن أدوية نوعية تعدل نشاط الجهاز المناعي وتؤدي إلى هجوع المرض وتوقفه على المدى الطويل.

نصائح علاجك الطبية للوقاية من أمراض المناعة الذاتية

على الرغم من محاولات الوقاية من أمراض المناعة الذاتية، إلا أن الوقاية قد تكون غير ممكنة في بعض الحالات. لتقليل خطر الإصابة ينصح خبراء علاجك الطبية بكل من:

  • الابتعاد عن التدخين بسبب دوره المفاقم لهذه الأمراض والمحرض لها.
  • تجنب السمنة والحفاظ على الوزن الصحي.
  • تجنب مصادر التلوث، والمواد الكيميائية والسموم وجميع العوامل التي يمكن أن تؤثر على توازن الهرمونات في الجسم.
  • الالتزام بنظام غذائي صحي، إذ يقترن عدد من أمراض المناعة الذاتية مع الخيارات الغذائية الخاطئة، والتي تشمل السكريات المضافة والزيوت النباتية والأطعمة المصنعة والحاوية على الملونات والمحليات الصناعية كذلك.
  • ممارسة الرياضة، لما لها من تأثير صحي على وظائف الجسم المختلفة، إذ تساعد في ضبط وظائف الجهاز المناعي.

تحرير: علاجك الطبية©

التمثيل الغذائي الأساسي
التمثيل الغذائي الأساسي
هو عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم بينما يؤدي وظائفه الأساسية للحفاظ على الحياة. 
حاسبة مؤشر كتلة الجسم
حاسبة مؤشر كتلة الجسم
تساعدك حاسبة مؤشر كتلة الجسم في حساب نسبة الدهون وسمنة الجسم .
حاسبة المياه
حاسبة المياه
تساعدك هذه الحاسبة على حساب مقدار المياه اللازم تناوله للمحافظة على وظائف الجسم وتجنب الجفاف
حساب السعرات الحرارية
حساب السعرات الحرارية
تساعدك حاسبة السعرات الحرارية على فهم لعدد السعرات الحرارية التي يحتاجها جسمك للحفاظ على وزنه الحالي، كما تساعدك على تتبع السعرات الحرارية التى تتناولها.