أشهر أمراض الجهاز التنفسي وطرق الوقاية

ما هو المقصود بأمراض الجهاز التنفسي؟

أمراض الجهاز التنفسي هي الحالات المرضية المختلفة التي تصيب كلًّا من الرئتين والقصبات الهوائية والحنجرة والأنف والبلعوم. تسبب هذه الأمراض مجموعة من المظاهر التي قد تتضمن السعال والرشح والتقشع وفي بعض الحالات ضيق النفس وربما نفث الدم وغيرها، وتتباين هذه الأمراض في الشدة ما بين أمراض خفيفة كالزكام وأمراض شديدة لها مضاعفات خطرة كالتليف الكيسي والأورام.

يتكون الجهاز التنفسي من الأنف والبلعوم في الأعلى، تتلوهما الحنجرة في الرقبة ثم القصبة الهوائية التي تتفرع إلى قصبتين يمنى ويسرى، إضافة إلى الرئتين التي تتكون من مجموعة من الأكياس الهوائية تسمى الأسناخ، وهي مسؤولة عن التنفس وتبادل الغازات بين الدم والهواء، والنسيج الخلالي وهو بقية نسيج الرئة المحيط بالأسناخ.

تعتبر أمراض الجهاز التنفسي هي الأكثر انتشارًا حول العالم، وتقسم هذه الأمراض بشكل أساسي إلى 3 أقسام، وهي:

• أمراض الطرق الهوائية، والتي تصيب المسالك التنفسية العلوية أو السفلية
• أمراض النسيج الرئوي، والتي قد تصيب الأسناخ أو النسيج الخلالي للرئة
• أمراض الدوران الرئوي، وهذه الأمراض لا تصيب الجهاز التنفسي بحد ذاته، بل تصيب الشرايين والأوردة الرئوية فتؤدي إلى مشاكل تنفسية

ما هي أشهر أمراض الجهاز التنفسي؟

تتضمن أمراض الجهاز التنفسي الأشهر:

1. الربو

الربو هو أحد أشهر أمراض الجهاز التنفسي المزمنة وأكثرها انتشارًا، وهو مرض التهابي تحسسي يصيب الطرق الهوائية السفلية، وهي القصبات الهوائية والقصيبات. يتميز الربو بأعراضه التي تتضمن السعال وضيق النفس والأزيز، إضافة إلى اضطراب النوم بسبب ضيق النفس. يحدث الربو بسبب وجود استعداد وراثي لدى المريض، ويحتاج ظهور الأعراض للتعرض لمواد أو عوامل بيئية محرضة، مثل دخان السيارات والتلوث وغبار الطلع والعث المنزلي وبعض أنواع الطعام، إضافة إلى التدخين أو التواجد حول المدخنين، وكذلك الجهد البدني الشديد.

يتخذ مرض الربو شكل نوبات متكررة تفصل بينها فترات تخلو من الأعراض أو تكون الأعراض فيها أقل شدة من النوبات. ويتراوح طيف شدة المرض من الربو الخفيف الذي لا يحتاج إلا لعلاج مؤقت في لحظة النوبة، وحتى حالات شديدة من الربو التي تحتاج للعلاج بعدة أدوية وبشكل مستمر.

في حالة الإصابة بمرض الربو فإن التعرض للعوامل المحرضة للنوبة يسبب استجابة التهابية شاذة في القصبات، يؤدي ذلك إلى تضيق القصبات بشكل شديد، إضافة إلى حدوث تهيج في بطانتها بسبب المواد المسؤولة عن الاستجابة الالتهابية، يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض الربو المعروفة.

يمكن علاج نوبة الربو باستخدام الأدوية الموسعة للقصبات قصيرة التأثير مثل السالبوتامول، أما في الحالات الأشد فيجب استخدام الأدوية الموسعة للقصبات قصيرة ومديدة التأثير معًا، إضافة إلى استخدام الستيرويدات بشكل وقائي. تؤخذ هذه الأدوية عن طريق استنشاقها باستخدام بخاخ خاص، وتتوفر الستيرويدات الفموية للحالات الشديدة.

اقرأ أيضاً عن: جراحة القلب والصدر 

2. الحساسية

الحساسية أو التهاب الأنف التحسسي أيضًا من الأمراض الشائعة بشكل كبير، وهذا المرض يتميز بوجود استجابة تحسسية مفرطة من قبل الجهاز المناعي عند التعرض لأبسط المواد.

توجد في القصبات والطرق الهوائية للجهاز التنفسي خلايا مناعية مختلفة مسؤولة عن حماية الجسم من المواد الغريبة التي قد تدخل مع الهواء، من بين هذه الخلايا توجد الخلايا البالعة المسؤولة عن التهام الأجسام الغريبة، والخلايا البدينة المسؤولة عن الاستجابة التحسسية.

عندما يتعرض مريض الحساسية للمواد المهيجة فإن استجابة الخلايا البدينة في الطرق التنفسية تكون مفرطة وشديدة، بحيث تطلق كميات كبيرة من الهيستامين والأجسام المضادة المسؤولة عن عملية التحسس، يؤدي ذلك إلى نوبة من العطاس وسيلان الأنف واحمراره، وقد تترافق مع أعراض أخرى كالحرارة أحيانًا.

عادةً ما تكون هذه الحساسية موسمية وتظهر غالبا في فصل الربيع تجاه غبار الطلع والأزهار والنباتات، وتوجد مواد كثيرة يمكن أن يكون لأي منها تأثير مماثل على الجهاز التنقسي لدى مريض الحساسية.

تعالج هذه الحالة عن طريق بخاخ أنفي يحتوي على الستيرويدات أو باستخدام مضادات الهيستامين بشكل أقراص فموية. يمكن كذلك حقن الكورتيزون مرة شهريًّا لتخفيف أعراض الحساسية.

قد تحتاج أن تعرف أيضاً عن: المنتجعات الصحية في تركيا ودورها العلاجي

3. التهاب القصبات الهوائية

التهاب القصبات الهوائية كذلك من أمراض الطرق التنفسية السفلية، إذ يصيب القصبات الهوائية اليمنى واليسرى بعد أن تتفرعا عن القصبة الهوائية الرئيسية. تحدث الإصابة بالتهاب القصبات نتيجة للعدوى بالفيروسات أو البكتيريا، وتتضمن الأعراض كلًّا من السعال والحرارة والتعب والبلغم في الحلق، إضافة إلى الصداع والتعب وأحيانًا ضيق النفس.

تكثر الإصابة بالتهاب القصبات الهوائية في فصلي الخريف والشتاء أكثر من الصيف وأشهر السنة الدافئة، وتعالج هذه الحالة حسب العامل المسبب، فالإصابة الناتجة عن عدوى بكتيرية تحتاج للعلاج بالمضادات الحيوية المناسبة، أما الالتهاب الفيروسي فلا يحتاج إلى أدوية خاصة، وتكفي الراحة مع استخدام خافضات الحرارة والأدوية المهدئة للسعال وشرب السوائل الدافئة وتناول مكملات الزنك وفيتامين C.

4. الزكام

الزكام هو أحد أكثر أمراض الجهاز التنفسي المعدية التي تصيب مختلف الأشخاص حول العالم، إذ يكاد لا يوجد شخص في العالم إلا وقد أصيب بالزكام. الإصابة بالزكام من الأمراض التي يصاب بها الأشخاص بشكل متكرر لدرجة الإصابة عدة مرات في السنة الواحدة.

يحدث الزكام بسبب العدوى بأنواع مختلفة من الفيروسات، وتعتبر فيروسات الإنفلونزا هي أكثر الفيروسات المسببة للزكام شيوعا. تتضمن أعراض الزكام احتقان الأنف ثم سيلان الأنف، إضافة إلى العطاس والسعال والصداع وأحيانًا الحمى والتعب. ويكون الزكام أشد عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي ويسبب لهم حالة من التعب الشديد.

يشفى الزكام بشكل تلقائي خلال فترة أسبوع أو 10 أيام ولا يحتاج إلى استخدام أي دواء باستثناء مضادات الاحتقان وأدوية السعال عند الضرورة.

من الضروري تجنب المضادات الحيوية وعدم استخدامها لعلاج الزكام، لأن المضادات الحيوية في هذه الحالة لا فائدة منها وإن استخدامها بشكل مفرط يؤدي إلى تطور حالة من المقاومة تجاه المضادات الحيوية لدى المريض، وهي الحالة التي لا تستجيب فيها البكتيريا للعلاج بهذه الأدوية عند الإصابة بعدوى بكتيرية.

5. السعال المزمن

السعال المزمن هو حالة السعال التي تستمر لأكثر من 8 أسابيع عند البالغين وأكثر من 4 أسابيع عند الأطفال. وهو من الحالات المزعجة التي قد تسبب اضطراب النوم أو التعب المستمر. توجد أسباب كثيرة من شأنها أن تسبب السعال المزمن، وتتضمن:

• التدخين والتواجد حول المدخنين
• الربو
• مرض الارتجاع المعدي المريئي
• العدوى والالتهابات في الجهاز التنفسي
• الانسداد الرئوي المزمن
• أدوية علاج ضغط الدم، وتحديدا أدوية مثبطات ACE
• توسع القصبات والتهاب القصيبات
• التليف الكيسي
• التليف الرئوي مجهول السبب
• داء الساركويد

قد يسبب السعال المزمن عدة مشاكل منها مشاكل النوم والصداع والدوخة والقيء وأحيانًا الإغماء وسلس البول وفرط التعرق. ومن الجيد أن السعال المزمن عادةً يزول مع علاج العامل المسبب.

6. التليف الكيسي

التليف الكيسي هو إصابة متعددة الأجهزة ناتجة عن مرض وراثي ينتقل من الآباء إلى الأبناء. يتضمن التليف الكيسي طفرة وراثية تحدث في إحدى الجينات المسؤولة عن تنظيم الشوارد والسوائل في الجسم، ما يؤدي إلى خلل في وظيفتها. يسبب هذا الخلل زيادة مفرطة في سماكة ولزوجة المفرزات المخاطية في أعضاء الجسم التي تحتوي على قنوات ومسالك مجوفة، ونتيجة لذلك فإن هذه المفرزات تكون غير قابلة للحركة أو الإزالة، وتؤدي ركودتها إلى حدوث انسدادات في الأعضاء التي توجد ضمنها.

تعتبر إصابة الجهاز التنفسي في التليف الكيسي حتمية، إذ تكون مفرزات القصبات سميكة لزجة تسبب عدة مشاكل، أهمها السعال المزمن وتكرار الالتهابات والعدوى في الرئة والقصبات وضيق النفس وتوسع القصبات. تظهر أعراض المرض في الجهاز الهضمي كذلك بسبب إصابة البنكرياس، وتتضمن الإسهال الدهني وسوء الامتصاص وعسر الهضم.

يظهر مرض التليف الكيسي عادةً في مرحلة الطفولة، ويسبب مضاعفات شديدة على القلب والجهاز التنفسي قد تؤدي إلى الوفاة في كثير من الحالات. يحتاج المرض إلى طرق علاج متقدمة لتخفيف الأعراض وعلاجها، وقد يحتاج إلى زراعة الرئة في بعض الحالات.

7. الإنصمام الرئوي

الانصمام الرئوي هو حالة إسعافية مهددة للحياة تحتاج إلى تدخل طبي فوري، تصيب الشرايين الرئوية وتؤدي إلى مشاكل تنفسية شديدة. يحدث الانصمام الرئوي بسبب تشكل جلطة دموية في أحد الأوردة العميقة في الجسم، والتي تكون أوردة الساقين غالبًا نتيجة للجلوس لفترة طويلة وركودة الدم في حالات السفر لساعات طويلة أو بعد العمليات الجراحية الكبيرة. بعد تشكل الجلطة الدموية فإنها من الممكن أن تنفصل عن الوريد وتنتقل مع الدم إلى القلب حيث تعبر منه إلى أحد شرايين الرئة وتسبب انسداده.

يؤدي ذلك إلى ضيق نفس شديد مع سعال وألم في الصدر بسبب توقف دوران الدم في جزء من شبكة الأوعية الرؤية، وقد تتضمن الأعراض نفث الدم عند تموت جزء من الرئة. تحتاج هذه الحالة إلى تدبير فوري بمميعات الدم والأدوية الحالة للجلطات، مع الوقاية بعد العلاج لمدة تزيد عن 6 أشهر باستخدام الأدوية المميعة للدم مثل الأسبرين.

اقرأ أيضاً عن: علاج السرطان في تركيا

8. الإنسداد الرئوي المزمن

الانسداد الرئوي المزمن أو الداء الرئوي الساد المزمن COPD هو مرض التهابي مزمن يسبب صعوبة في خروج الهواء من الرئتين بسبب انسداد المجاري التنفسية باتجاه واحد. ويؤدي إلى عدة أعراض تتضمن صعوبات في التنفس وضيق النفس الشديد، مع السعال والمفزات المخاطية والأزيز، إضافة إلى التعب وعدم القدرة على القيام بالجهد. يتطور المرض عادةً بسبب التعرض للمواد السامة أو التدخين في أغلب الحالات، ويزداد خطر أمراض القلب بشكل كبير لدى المصابين.

الانسداد الرئوي المزمن من الأمراض المتفاقمة، وهي حالة لا يمكن عكس الضرر الناتج عنها في الرئتين والطرق التنفسية بسبب تلف وتدمير القصيبات الشعرية الصغيرة في الرئة وإغلاقها بشكل تام.

مع المعالجة المناسبة وترك التدخين يمكن إيقاف تطور المرض وتحسين الأعراض، إلا أن بعض الحالات المتقدمة قد تحتاج إلى زراعة الرئة.

9. أورام الرئة

يعتبر سرطان الرئة السبب الثاني للوفاة حول العالم من بعد أمراض القلب، بنسبة تبلغ 27% من الوفيات سنويًّا. قد يتطور سرطان الرئة في أي جزء من الرئة، كقمة الرئة أو قرب القصبات أو في محيط الرئة قرب جدار الصدر. السبب الأهم لسرطان الرئة هو التدخين والتعرض لدخان السجائر من التواجد حول المدخنين، وقد يحدث سرطان الرئة بسبب التعرض للمواد الكيميائية السامة مثل أكاسيد الرصاص والأسبستوز والزئبق.

تكمن خطورة سرطان الرئة في تأخر ظهور أعراضه وتأخر التشخيص، ما يجعله صعب العلاج، كما أن سرطان الرئة من أنواع السرطان قليلة الاستجابة للعلاج الكيميائي والإشعاعي، ما يجعل فرص العلاج الأكبر في مراحل المرض الأولى حين يمكن استئصال الأورام جراحيًّا.

10. مرض الرئة الخلالي

مرض الرئة الخلالي أو تليف الرئة الخلالي هو أحد أمراض الجهاز التنفسي المزمة التي تصيب نسيج الرئتين، وبشكل خاص النسيج الخلالي بين الأسناخ. يتضمن هذا المرض انتشار حالة من التليف في نسيج الرئة، تجعلها أقل مرونة وأقل قدرة على احتواء الهواء والتنفس بشكل جيد. قد ينتج هذا المرض عن التعرض البيئي للمواد السامة أو عن العلاج ببعض الأدوية، وهو غير قابل للعلاج بشكل نهائي، ولكن يمكن ضبط الأعراض ومنع تفاقم المرض من خلال العلاج الدوائي وترك التدخين.

كيفية الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي

بعض أمراض الجهاز التنفسي لا يمكن الوقاية منها مثل التليف الكيسي أو الاستعداد الوراثي للإصابة بالسرطان أو الربو، إلا أن كثيرًا من أمراض الرئتين والجهاز التنفسي يمكن منعها عن طريق بعض طرق الوقاية، والتي تتضمن:

• تجنب التدخين وتجنب مخالطة المدخنين كذلك
• الابتعاد عن المواد السامة مثل أكاسيد الرصاص والأسبستوز وتجنب استنشاقها
• قد يمكن تجنب نوبات الربو بمعرفة العوامل المحرضة لها وتجنبها
• الوقاية من التعرض للغبار والأبخرة الكيميائية للمصانع وكذلك دخان السيارات
• ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين وظائف القلب والجهاز التنفسي
• تجنب الجلوس لساعات طويلة دون تحريك الساقين، واتباع توصيات الطبيب لعلاج أي مشاكل قد تسبب تجلط الدم
• الاعتماد على حمية غذائية صحية، إذ أن للطعام المصنع والدهون المهدرجة والمحولة والمواد الكيميائي في الأطعمة غير الصحية دور كبير في التسبب بسرطان الرئة وتليف الرئة

تحرير: علاجك الطبية©