الأسنان هي البنى الأمتن والأقوى في الجسم، وتأتي قوة الأسنان هذه من بنيتها الصلبة القادرة على تحمل شروط الفم القاسية ومن الأنسجة التي تدعم الأسنان وتثبتها وتحميها من العوامل التي يمكن أن تضر بها، تتضمن البنى الداعمة للأسنان بشكل أساسي أربع عناصر، هي اللثة والملاط والعظم السنخي وأربطة دواعم السن التي تثبت جذور الأسنان في المحفظة العظمية الخاصة بها داخل عظام الفكين.
تشكل اللثة البنية الأهم من بين البنى الداعمة للأسنان، إذ أنها المسؤولة عن تغطية جذور الأسنان ووقايتها من التعرض للعدوى والتسوس والالتهابات، كما تمنع اللثة انزياح وتخلخل الأسنان وتساعد على ثباتها. تتكون اللثة من الأنسجة الضامة والمخاطية الرخوة، وتغطي كلًا من العظم السنخي الذي يحمل المحافظ العظمية للأسنان إضافة إلى جذور الأسنان المتوضعة في هذه المحافظ، وتؤمن اللثة دعم الاتصال بين الأسنان وعظام الفك من خلال بنيتها وتموضعها على الأسنان وبينها.
الملاط هو طبقة رقيقة متكلسة تشبه العظام في تركيبها، تغطي جذور الأسنان وأجزاء أخرى منها في بعض الأحيان. يتم تصنيع الملاط من قبل خلايا تدعى الأرومات الملاطية وهي خلايا توجد في جذور الأسنان، والملاط مائل إلى اللون الأصفر وهو أكثر ليونة من طبقة ميناء الأسنان والعاج كذلك. يشكل الملاط غطاء حماية إضافي لجذور الأسنان من التسوس والنخور السنية ومن البتكيريا المسببة للالتهابات.
العظم السنخي هو القوس البارز من كل من عظمي الفكين العلوي والسفلي، ويحتوي في داخله على التجاويف العظمية المخصصة للأسنان ويحمل العظم السنخي صف الأسنان المثبت عليه. يتثبت كل من الأسنان في المحفظة العظمية الخاصة به على العظم السنخي بواسطة اللثة والملاط والأربطة الداعمة للأسنان. ويصاب العظم السنخي بالتآكل عند إصابة الأسنان بالالتهابات والنخور السنية وفي التهاب دواعم السن.
أربطة دواعم السن هي العنصر الذي يكمل عمل دواعم السن الأخرى، تنغرس الأربطة الداعمة للأسنان ضمن ملاط الأسنان وبذلك تؤمن متانة وقوة أكبر للأسنان وارتباطًا أوثق مع العظم السنخي. أربطة دواعم الأسنان مكونة من النسيج الضام الليفي، وهي مسؤولة عن تقديم الدعم للأسنان وتأمين ثباتها وعدم ارتخائها، كما تساعد في تحمل الضغط الناتج عن المضغ وتؤمن للأسنان التغذية عن طريق الأوعية الدموية الخاصة بها.
التهاب دواعم السن هو عدوى شديدة في اللثة تنتج عن تراكم البكتيريا على الأسنان واللثة وتوغلها عميقًا في البنى الداعمة للأسنان وإلحاقها الضرر بهذه البنى. يسبب التهاب دواعم السن تأذي والتهاب اللثة بشكل كبير، كما يمكن أن يضر بأربطة دواعم الأسنان وفي الحالات الشديدة وإذا لم يعالج فقد يسبب تآكل العظم السنخي وتخلخل الأسنان. إن التهاب دواعم السن حالة خطيرة وقد تنتهي بخسارة الأسنان إذا لم يتم علاجها والوقاية من تطورها بشكل مناسب. التهاب دواعم السن هو المرحلة المتقدمة من التهاب اللثة، كما قد تأتي الإصابة بالتهاب دواعم السن عن انحسار اللثة وبقاء جذور الأسنان دون حماية، لذلك يجب عدم إهمال أي إصابة في اللثة خوفًا من تطورها إلى حالة تؤدي إلى خسارة الأسنان.
تسمى دواعم الأسنان باللغة الإنجليزية باسم Periodontum المشتق من الأصل اللاتيني Peri التي تعني (حول) و Odont التي تعني الأسنان. ويشار إلى الالتهاب باللغة الإنجليزية باللاحقة يونانية الأصل –itis ويسمى التهاب دواعم السن باللغة الإنجليزية Periodontitis
إذا لم يتم علاج التهاب دواعم الأسنان فإن البنى التي تؤمن الدعم والحماية للأسنان بما فيها العظام يمكن أن تصاب بالتلف، وعند حدوث ذلك سوف تصاب الأسنان بالتخلخل وتكون مهددةً بالسقوط أو قد تحتاج للقلع. وتتضمن المضاعفات الأخرى لالتهاب دواعم السن:
توجد ثلاثة أنواع أساسية لالتهاب دواعم السن، تتضمن الأنواع الثلاثة التهاب دواعم السن العدواني، التهاب دواعم السن النخري والتهاب دواعم السن المزمن.
التهاب دواعم السن العدواني هو حالة شديدة من التهاب دواعم السن تتطور بشكل سريع جدًا وبعدوانية كبيرة وتسبب تلفًا كبيرًا في الأنسجة الداعمة للأسنان. يشمل التهاب دواعم السن العدواني عادةً مجموعة كبيرة من الأسنان ويكون سير المرض مميزًا، كما يبدأ التهاب دواعم السن العدواني في عمر مبكر إذ يصيب من هم دون الثلاثين من العمر غالبا ولا يترافق مع أمراض جهازية. وإن شدة المرض هي استجابة شديدة تجاه تراكم غير كبير في البلاك على الأسنان، وهو غالبا سبب لفقدان الأسنان في عمر مبكر.
التهاب دواعم السن النخري نمط شديد من أنواع التهاب دواعم السن كذلك، وهو يتميز بالتطور السريع ويسبب إصابة الأسنان والبنى الداعمة لها بالنخر ويسبب تموت الأنسجة الضامة وتآكل العظم السنخي وتخرب المحفظة العظمية التي تثبت السن، وهو أيضًا من أسباب فقدان الأسنان إذ يسبب تلف البنى التي تدعم الأسنان وتؤمن ثباتيتها.
التهاب دواعم السن المزمن هو حالة غير حادة من التهاب دواعم السن، ينتج عن تراكم البلاك على الأسنان بكميات كبيرة. يسبب هذا النوع التهابًا مزمنًا في الأربطة التي تدعم الأسنان، وبدلًا من أن تصاب بالتلف بشكل سريع فإنها تتأذى بشكل صغير وعلى مدى فترة طويلة. لا يكون التهاب دواعم السن المزمن مؤلمًا ولا تظهر أعراضه بشكل واضح على المريض، ولذلك هو حالة خطيرة لأن المرضى لا ينتبهون للمرض ولا يراجعون الطبيب للتحري عنه. التهاب دواعم السن المزمن منتشر بشكل كبير حول العالم ولا يحظى بانتباه المريض في معظم الأحيان، لذا من المهم مراجعة طبيب الأسنان بشكل دوري والخضوع للعلاج اللازم لتجنب فقدان الأسنان في المستقبل.
مثل بقية أمراض اللثة والأسنان الأخرى فإن أهم أسباب التهاب دواعم السن هو إهمال النظافة الفموية وقلة العناية بالأسنان. توجد في الفم بشكل طبيعي أصناف كثيرة من البكتيريا التي تعيش دون أن تسبب الضرر للأسنان، ولكن عند إهمال نظافة الأسنان وتراكم البلاك وفضلات الطعام عليها تتاح الفرصة للبكتيريا للتحول إلى بكتيريا ممرضة تسبب تسوس الأسنان والنخور السنية والتهاب اللثة والتهاب دواعم السن وأمراض الأسنان والفم الأخرى. يسبب تراكم البلاك والجير على الأسنان التهاب اللثة، وهو المرحلة الأولى من المرض والتي تنتهي بالتهاب دواعم السن إذا أهملت ولم يتم علاجها.
كما أن بعض العوامل تزيد من خطر الإصابة بالتهاب دواعم السن، ومنها:
تختلف أعراض التهاب دواعم السن حسب مرحلة المرض، ولا تكون الأعراض واضحةً كثيرًا في المراحل الأولى من المرض وغالبا لا يلاحظها المريض، وتتضمن أعراض التهاب دواعم السن:
عند ظهور أعراض التهاب اللثة يجب المبادرة بزيارة الطبيب فورًا ودون إهمال الحالة أو التأخير، إذ أن إطالة فترة الإصابة تزيد من تقدم المرض لذا يجب الإسراع إلى طبيب الأسنان فور ملاحظة الحالة للخضوع إلى العلاج اللازم وإيقاف تقدم العدوى.
يقوم طبيب الأسنان بتشخيص التهاب دواعم السن عن طريق كشف الأعراض والعلامات التي تظهر على اللثة في مرحلة مبكرة أثناء فحص الأسنان الروتيني. كما تتم معاينة الجير أو البلاك المتراكم على الأسنان وإجراء تنظيف الأسنان. يمكن أن يطلب طبيب الأسنان صورة بالأشعة السينية للأسنان للتأكد من التشخيص.
إن الهدف من العلاج في التهاب دواعم السن هو إزالة البلاك والجير من على الأسنان وتنظيف التراكمات البكتيرية من اللثة والأسنان. وفي الحالات المتطورة والشديدة من التهاب دواعم السن فقد تكون الجراحة هي الخيار الأنسب للعلاج.
يمكن علاج التهاب دواعم السن بدون جراحة عن طريق تنظيف الأسنان، يزيل الطبيب أثناء التنظيف الاحترافي كامل الجير والبلاك المتراكم على الأسنان باستخدام جهاز مخصص لذلك ثم يقوم بصقل الأسنان ومعالجتها بالفلورايد. قد تتطلب الجيوب المتشكلة حول الأسنان تنظيفًا عميقًا لكي تشفى. تقوم تقنية التنظيف العميق على إزالة الجير وكشط البقع الخشنة من على جذر السن حيث تتجمع البكتيريا وتسبب الالتهاب.
في حال استمرار الالتهاب في المواقع التي لا يمكن تنظيفها بالفرشاة أو بالتنظيف الاحترافي فقد يوصي الطبيب بإجراء يعرف باسم جراحة السديلة لتنظيف الرواسب تحت اللثة. في هذا الإجراء يتم شق اللثة تحت التخدير ثم تنظيف الجذور تحتها ومن ثم تتم خياطة اللثة في مكانها من جديد. إذا لم يتم معالجة حالة التهاب دواعم السن وتطور المرض حتى وصوله إلى مرحلة فقدان الأسنان فإن زراعة الأسنان هي الخيار العلاجي المناسب لاستعادة الأسنان.
للوقاية من التهاب دواعم السن ومن أمراض اللثة والأسنان الأخرى ينصح باتباع ما يلي:
تحرير: علاجك الطبية©
المصادر:
Mayoclinic.org periodontitis
Healthline.com periodontitis treatment
Pubmed.ncbi.nlm.nih.gov 24738584
Sciencedirect.com aggressive periodontitis
الوسوم
خدمات العلاج
في افضل المراكز الطبية
اتصل بنا
يرجى ملىء النموذج أدناه مع وصف حالتك الصحية
إن بياناتكم الشخصية تخضع لعملية معالجة كما هون مبين في نص البيان العام وإن قيامكم بالمتابعة يعني موافقتكم بالرضا الصريح على عملية المعالجة