nav
whatsapp icon

قرحة المعدة أو القرحة الهضمية: الأسباب والأعراض وطرق العلاج

blog single image

 

ما هي قرحة المعدة أو القرحة الهضمية؟

قرحة المعدة أو القرحة الهضمية هي عبارة عن تقرحات تتطور في جدار المعدة ضمن الطبقة المخاطية المبطنة لها، والتي تكون مسؤولة في الحالة الطبيعية عن حماية المعدة وإبقائها بأمان من تأثير حمض المعدة، وقد تصيب هذه القرحة كذلك الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة الذي يسمى العفج أو الاثني عشر، وتسمى حينها بالقرحة العفجية.

تفرز المعدة عصارة هاضمة تتكون بشكل رئيسي من حمض كلور الماء HCL، وهي مادة شديدة الحموضة دورها الأساسي هو تفكيك الطعام تحضيرًا لإكمال عملية الهضم والامتصاص في الأمعاء. لحماية جدار المعدة من تأثير العصارة الحامضية فإن المعدة تمتلك طبقة مخاطية سميكة تبطن جدارها وتكون ذات طبيعة قلوية لتعديل تأثير الحمض عليها.

تحدث قرحة المعدة بشكل عام عندما تتعرض الطبقة المخاطية للضرر في جزء منها، ما يترك جدار المعدة معرضًا إلى الحمض بشكل مباشر في هذه الحالة. يسبب ذلك أعراضًا عديدة مثل ألم البطن واضطراب الشهية ونقص الوزن، ويؤهب لحدوث مضاعفات خطيرة مثل النزيف أو انثقاب المعدة.

كل ما يلحق الضرر بالطبقة المخاطية للمعدة يمكن أن يسبب القرحة الهضمية، وبشكل خاص العدوى ببكتيريا الملتوية البوابية Helicobacter pylori التي تسبب تلف هذه الطبقة، بالإضافة إلى طيف واسع من الأسباب الأخرى. وتحتاج القرحة الهضمية إلى علاج دوائي مناسب يتم اختياره حسب سبب القرحة، مع تعديل نمط الحياة واتباع نظام غذائي مناسب.

ما هي أسباب قرحة المعدة؟

تحدث التقرحات في الجهاز الهضمي عندما يؤدي الحمض إلى تآكل الطبانة المخاطية الموجودة على السطح الداخلي للمعدة، بحيث يسبب الحمض حدوث ثغرة في الجدار المخاطي الحامي للمعدة.

والجهاز الهضمي بشكل عام مبطن بطبقة مخاطية تعمل في الحالة الطبيعية على حماية المعدة من تأثير الحمض، لكن عند زيادة كمية الحمض المنتج أو نقص كمية المخاط (اختلال التوازن القلوي الحامضي في المعدة) فعندها قد تتطور قرحات المعدة. وتتضمن الأسباب الشائعة لهذه الحالة:

  • العدوى البكتيرية: تسبب بكتيريا الملتوية البوابية Helicobacter pylori القرحة الهضمية نظرًا إلى أنها تعيش في الطبقة المخاطية للمعدة والأمعاء. وفي حالات كثيرة لا تسبب هذه البكتيريا حدوث أي مشاكل صحية، لكنها عند وجود الظروف المناسبة سوف تؤدي إلى قرحة المعدة بسبب فعاليتها في تقليل سماكة الطبقة المخاطية وإزالتها عن جدار المعدة. وما يزال من غير الواضح كيف تنتقل هذه البكتيريا، ولكن يحتمل أنها تنتقل بالتماس القريب مع المرضى أو من خلال الطعام والماء الملوث بها.
  • الاستخدام المتواصل للمسكنات: مسكنات الألم الشائعة التي يستخدمها معظم الأشخاص هي أدوية من فئة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAIDs، مثل أدوية آيبوبروفين ونابروكسين وكيتوبروفين، إضافة إلى الأسبرين. تمتلك هذه الأدوية تأثيرًا مضعفًا لمخاطية المعدة وتؤدي إلى حدوث التقرح فيها. ويعتبر دواء باراسيتامول (أسيتامينوفين) استثناءً من هذه الأدوية إذ لا يساهم في القرحة الهضمية.
  • أدوية أخرى: بعض الأدوية مثل الستيرويدات ومميعات الدم والأسبرين منخفض الجرعة ومضادات الاكتئاب من زمرة مثبطات إعادة قبط السيروتونين SSRIs، والألندرونات والريزدرونات، من شأنها أن تزيد من خطر القرحة الهضمية بشكل كبير.

وتتضمن عوامل الخطر للإصابة بالقرحة الهضمية كلًا من:

بالإضافة للخطورة المرتبطة بالعدوى وتناول الأدوية المسببة للقرحات، فإن عوامل الخطر التي تزيد من احتمال الإصابة تتضمن:

  • التدخين: يفاقم التدخين من الضرر في الطبقة المخاطية للمعدة، ويؤدي إلى تطور القرحة الهضمية بشكل أسرع وأكثر شدة عند المرضى المصابين بعدوى بكتيريا الملتوية البوابية.
  • شرب الكحول: يسبب الكحول زيادة إفراز حمض المعدة وبالتالي تآكل أكثر في الطبقة المخاطية لها، كما يؤدي إلى التهيج والالتهاب في الطبقة المخاطية.
  • التوتر العصبي المستمر والضغط النفسي المزمن
  • الأطعمة الغنية بالتوابل عند تناولها بإفراط

من المستعبد أن تسبب هذه العوامل وحدها حدوث القرحة الهضمية، لكنها تفاقم القرحات الموجودة مسبقًا وتؤخر شفاءها.

الأعراض المصاحبة لقرحة المعدة

تشمل أعراض قرحة المعدة كلًا من:

  • ألم حارق في المعدة
  • شعور بالثقل أو التطبل أو الامتلاء في غالب الوقت
  • عدم تحمل الأطعمة الدهنية والدسمة
  • الحرقة
  • الغثيان والتقيؤ

أكثر أعراض القرحة الهضمية شيوعًا هو الألم الحارق في المعدة، إذ يؤدي حمض المعدة إلى جعل الألم أكثر شدة، وكذلك يفعل الجوع، ولذلك فإن إحدى علامات القرحة الهضمية هي أن يتناقص الألم عند تناول الطعام. ويمكن التخفيف من الألم غالبًا من خلال تناول أطعمة معينة تعمل على تعديل حموضة المعدة أو من خلال تناول مضادات الحموضة، إلا أن الألم يعود فيما بعد وقد يتفاقم بين الوجبات أو أثناء الليل.

وتتباين أعراض القرحة الهضمية ما بين غياب الأعراض بشكل كامل وحتى الأعراض الشديدة التي قد تتضمن:

  • التقيؤ المختلط مع الدم والذي يبدو بلون أحمر أو أسود
  • البراز المختلط مع دم داكن أو أسود اللون
  • اضطراب وصعوبة التنفس
  • التعب والدوخة
  • فقدان الوزن مجهول السبب
  • تغيرات الشهية

اطلب المساعدة الطبية إذا كنت تعاني من أي من الأعراض المذكورة، أو في حالة غياب الفائدة من تناول الأدوية المضادة للحموضة.

علاج قرحة المعدة

مضاعفات ومخاطر تقرحات المعدة أو التقرحات الهضمية

عند إهمال علاج القرحة الهضمية فإنها من الممكن أن تسبب مضاعفات خطيرة ومهمة، والتي تتضمن:

  • النزيف: حين يطال التآكل في جدار المعدة الشرايين الموجودة ضمنه فعندها يمكن أن يحدث النزيف، وهذا النزيف قد يكون خفيفًا وعلى مدى فترة طويلة بحيث يؤدي إلى فقر الدم، وقد يكون كذلك شديدًا بحيث يؤدي إلى تدهور حالة المريض بسرعة والحاجة إلى العلاج الإسعافي، كما توجد أشكال متوسطة الشدة من النزيف تتطور على مدى عدة أسابيع لتصبح علاماتها واضحة.
  • انثقاب المعدة: بسبب التآكل الذي يحدثه الحمض في جدار المعدة فإنها قد تتعرض للانثقاب، ما يسمح بتسرب حمض المعدة والطعام المهضوم إلى جوف البطن ويؤدي إلى حدوث التهاب فيه، وهذا الالتهاب سوف يسبب أعراضًا شديدة ويؤدي إلى سوء حالة المريض بشكل كبير ومهدد للحياة إذا لم يعالج بالشكل الصحيح.
  • التضيق في المعدة: نتيجة للالتهاب الشديد والوذمة المرافقة له، أو بسبب التليف الذي يحدث في المعدة بالترافق مع تآكل طبقتها المخاطية وجدارها، فإن مسار الطعام قد يتعرض للتضيق، ما يؤدي إلى الشعور بالامتلاء والشبع بسرعة من كميات طعام قليلة، مع فقدان الوزن والتقيؤ.
  • قرحة الأمعاء: عندما تكون كميات حمض المعدة كبيرة فإن الحموضة المرتفعة في الأمعاء قد تسبب الإصابة بالقرحات العفجية.
  • سرطان المعدة: تترافق الإصابة ببكتيريا الملتوية البوابية مع خطورة مرتفعة للإصابة بسرطان المعدة في المستقبل، إذ تعتبر هذه البكتيريا مسؤولة بشكل مباشر عن تطور السرطان.

كيف يتم تشخيص قرحة المعدة؟

لتشخيص قرحة المعدة قد يحتاج الطبيب في البدء لمعرفة التاريخ الصحي للمريض وإجراء الفحص البدني، ومن ثم يعمد إلى عدد من الإجراءات للتشخيص، ومنها:

  • التحاليل المخبرية للبحث عن البكتيريا: تتضمن هذه التحاليل اختبارات للبحث عن عدوى البكتيريا المسببة للقرحة في الجسم، ويمكن إجراء هذه التحاليل على عينات من الدم أو البراز. كما يوجد اختبار يسمى اختبار تنفس اليوريا والذي يقيس كمية اليوريا التي تخرج مع التنفس لدى المريض، والتي تنتجها هذه البكتيريا بكميات كبيرة، وهو الاختبار الأكثر دقة للتشخيص.
  • تنظير المعدة: خلال هذا الإجراء الذي يتم باستخدام التخدير الموضعي للبلعوم، يعمل الطبيب على إدخال منظار مرن مزود بكاميرا إلى المعدة لفحصها، وخلال الفحص يعمل الطبيب على معاينة المعدة والبحث عن القرحة وأخذ العينات والخزعات كذلك لإجراء مزيد من الفحوصات عليها.
  • التصوير التبايني للجهاز الهضمي: والذي يسمى أحيانًا تصوير لقمة الباريوم. يفيد هذا الاختبار في أخذ صور واضحة لكل من المريء والمعدة والأمعاء الدقيقة من خلال تناول المريض لسائل يحتوي على الباريوم الذي يظهر بلون أبيض على الصور الشعاعية، ومن ثم تجرى سلسلة من الصور لرؤية أجزاء الجهاز الهضمي المختلفة، حيث تظهر المعدة السليمة بلون أبيض وتكون القرحة ذات تلون ضعيف أو قريب إلى الأسود.

طرق علاج قرحة المعدة أو القرحة الهضمية

يعتمد علاج القرحة الهضمية على العامل المسبب لها، وعادةً ما يستهدف العلاج بكتيريا الملتوية البوابية إذا كانت العامل المسبب، مع تقليل أو إيقاف استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية والأدوية الأخرى التي تسبب قرحة المعدة، مع الأدوية المساعدة في شفاء القرحات مثل مضادات الحموضة. وتشمل الأدوية المستخدمة في العلاج:

  • المضادات الحيوية: تهدف لعلاج العدوى بالبكتيريا في حالة وجودها في الجهاز الهضمي، ولهذا الغرض يتم استخدام تركيبة من 3 أدوية من المضادات الحيوية للتخلص من البكتيريا بشكل كامل، وهذه الأدوية هي كل من كلاريثرومايسين مع ميترونيدازول وتيتراسيكلين، وقد يضاف لها دواء ليفوفلوكساسين. ويتم تحديد الزمر المناسبة من المضادات الحيوية حسب منطقة عيش المريض وأنماط المقاومة المنتشرة حوله، ويجب أن يستمر العلاج لمدة أسبوعين على الأقل مع استخدام الأدوية المضادة للحموضة مثل مثبطان مضخة البروتون وأملاح البيزموث.
  • الأدوية الكابحة لإفراز الحمض والمحفزة للشفاء: وهي بشكل أساسي مثبطات مضخة البروتون مثل أوميبرازول، والتي تنقص حمض المعدة من خلال إيقاف عمل مضخات الشوارد في خلايا المعدة المنتجة له. إلا أن الاستخدام طويل الأمد لهذه الأدوية يزيد من خطر الكسور في كل من الورك والمعصم والعمود الفقري. كما توجد فئة أخرى من هذه الأدوية تسمى حاصرات مستقبلات الهيستامين H2 والتي تقلل كمية حمض المعدة في الجهاز الهضمي وتخفف من ألم قرحة المعدة وتسرع الشفاء.
  • مضادات الحموضة المعدلة لحمض المعدة: وهي عبارة عن مواد قلوية تبطل فعالية حمض المعدة وتجعل الوسط معتدلًا وتخفف من الألم بشكل سريع وفوري، إلا أن الآثار الجانبية قد تشمل الإمساك والإسهال.
  • الأدوية الحامية لبطانة المعدة والأمعاء: وتسمى العوامل الواقية للخلايا، والتي تساعد في ترميم وبناء الطبقة المخاطية وحماية جدار المعدة من تأثير الحمض، ومثالها أدوية سوكرالفات وميزوبروستول.

لخدمات العلاج في تركيا استشر علاجك الطبية

تقدم علاجك الطبية خدمات العلاج المتكاملة والشاملة في تركيا لمختلف التخصصات الطبية، مع توفير مختلف سبل الراحة والأمان أثناء فترة العلاج والمتابعة بشكل حثيث ودوري بعد انتهاء العلاج. وتتميز علاجك بعدد من المزايا المهمة التي تجعلها وجهة علاجية مهمة في تركيا، والتي تتضمن:

  • العلاج بإشراف ومشاركة نخبة من أفضل وأمهر الأطباء والجراحين وأكثرهم خبرة
  • التجهيزات الحديثة والأجهزة الطبية ذات الكفاءة العالية، والتكنولوجيا التشخيصية والعلاجية المتطورة
  • المرافق المريحة والخدمات عالية الجودة والرعاية المكثفة التي تقدمها الطواقم الطبية الماهرة أثناء العلاج
  • الخدمات الغضافية الملحقة بالعلاج مثل الاستشارة المجانية والتحاليل المخبرية والتصوير الشعاعي، إضافة إلى الحجوزات والترجمة الفورية والاستقبال والمرافقة في اسطنبول.
  • التكاليف الملائمة والمدروسة بحيث تحقق تقديم أفضل الخدمات العلاجية بأفضل التكاليف.

 

تحرير: علاجك الطبية©

المصادر :

clevelandclinic.org
التمثيل الغذائي الأساسي
التمثيل الغذائي الأساسي
هو عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم بينما يؤدي وظائفه الأساسية للحفاظ على الحياة. 
حاسبة مؤشر كتلة الجسم
حاسبة مؤشر كتلة الجسم
تساعدك حاسبة مؤشر كتلة الجسم في حساب نسبة الدهون والسمنة في الجسم .
حاسبة المياه
حاسبة المياه
تساعدك هذه الحاسبة على حساب مقدار المياه اللازم تناوله للمحافظة على وظائف الجسم وتجنب الجفاف
حساب السعرات الحرارية
حساب السعرات الحرارية
تساعدك حاسبة السعرات الحرارية على فهم لعدد السعرات الحرارية التي يحتاجها جسمك للحفاظ على وزنه الحالي، كما تساعدك على تتبع السعرات الحرارية التى تتناولها.