ما هو سرطان البنكرياس وما أسبابه وطرق علاجه ؟.

ما هو سرطان البنكرياس؟

سرطان البنكرياس هو النمو الخبيث للخلايا الذي يبدأ في البنكرياس، وهو أحد أعضاء الجهاز الهضمي. يوجد البنكرياس خلف الجزء السفلي للمعدة وله دور إفراز هرمون الأنسولين والغلوكاجون التي تنظم مستويات السكر في الدم، إضافة إلى إفراز الأنزيمات الهضمية المهمة لامتصاص المواد الغذائية في الأمعاء.

قد تظهر أنواع متعددة من الأورام في البنكرياس، منها ما هو سرطاني ومنها ما هو حميد، ويظهر النوع الأكثر شيوعا من سرطان البنكرياس في الخلايا التي تبطن القناة الرئيسية للبنكرياس.

يعتبر سرطان البنكرياس من أكثر أنواع السرطان صعوبة في التشخيص والعلاج، وذلك لأنه غالبًا ما يكتشف في مراحل متأخرة عندما يكون الورم قد أصبح غير قابل للشفاء. يمكن أن يكون سرطان البنكرياس خبيثًا وينمو بسرعة، ويمكن أن يتسبب بأعراض مثل ألم البطن أو الظهر وفقدان الوزن مجهول السبب وصعوبة الهضم، واليرقان.

أنواع سرطان البنكرياس

يصنف سرطان البنكرياس بشكل رئيسي إلى نوعين من الأورام، وهما الأورام داخلية الإفراز Endocrine والأورام خارجية الإفراز Exocrine، وتتضمن أبرز أنواع سرطان البنكرياس:

• السرطانة الغدية adenocarcinoma: وتسمى كذلك سرطان القناة البنكرياسية، هو من الأورام خارجية الإفراز وهو النوع الأكثر شيوعا من سرطان البنكرياس، والذي يصيب الخلايا الموجودة ضمن القناة الرئيسية للبنكرياس.
• سرطان الخلايا الحرشفية: هذا النوع من السرطان نادر في البنكرياس، وينشأ من الخلايا الحرشفية التي لا توجد بشكل طبيعي في البنكرياس.
• السرطان الغدي العصبي في البنكرياس neuroendocrine: يتطور هذا النوع من السرطان في الخلايا الغدية الصماوية للبنكرياس، وهي الخلايا المفرزة للهرمونات المسؤولة عن ضبط سكر الدم كالأنسولين. تسبب هذه الأورام اضطرابات كثيرة في سكر الدم لأنها تفرز كميات كبيرة من الهرمونات المسؤولة عن تنظيمه. وقد يكون الورم مفرزًا لكل من الأنسولين أو الغلوكاجون.

المراحل الرئيسية لسرطان البنكرياس

يُصنف سرطان البنكرياس عادةً وفقًا لنظام تصنيف المراحل المعروف بنظام تصنيف TNM، وهو نظام يقوم لتقييم حجم الورم السرطاني وانتشاره إلى الأنسجة المجاورة والعقد اللمفاوية والانتشار إلى المناطق البعيدة من الجسم. ويصنف الورم إلى 4 مراحل بشكل رئيسي، وهي:

1. المرحلة الأولى: يكون الورم محصورًا في البنكرياس دون أن يمتد إلى الأنسجة المجاورة، في هذه المرحلة يكون حجم الورم صغيرًا وغالبًا ما يكون غير مرئي بالأشعة التقليدية ولا يسبب أي أعراض كذلك.
2. المرحلة الثانية: ينمو الورم ويبدأ بالغزو ويصل إلى الأنسجة المجاورة مثل الأوعية الدموية أو العقد اللمفاوية القريبة. في بعض الحالات يمكن أن يكتشف ورم ثانوي في المنطقة المحيطة بالبنكرياس.
3. المرحلة الثالثة: في هذه المرحلة، يمتد الورم إلى الأوعية الدموية القريبة بشكل أكبر ويمكن أن يؤثر على العقد اللمفاوية القريبة، مع احتمالية انتشار للورم إلى الأعضاء المجاورة مثل الكبد أو القولون.
4. المرحلة الرابعة: ينتشر الورم عبر الدم والأوعية اللمفاوية إلى أعضاء بعيدة عن البنكرياس، مثل الرئتين أو العظام أو الدماغ. وتعتبر هذه المرحلة هي المرحلة النهائية لسرطان البنكرياس.

أسباب الإصابة بسرطان البنكرياس

ليست أسباب الإصابة بسرطان البنكرياس بالواضحة بعد. يبدأ تطور السرطان في البنكرياس عندما تكتسب الخلايا طفرات في حمضها النووي نتيجة للعوامل الضارة المختلفة، تؤدي هذه الطفرات في الحمض النووي للخلايا إلى اختلال في آليات تنظيم وظائف الخلايا مثل التكاثر وإنتاج الهرمونات وغيرها، وبشكل أساسي فإن هذه الطفرات تسبب تعطيل آليات تنظيم تكاثر الخلايا وتكسب الخلايا قدرة على التكاثر بشكل غير محدود، كما تكتسب الخلايا صفة الخلود إذ تصبح منيعة ضد آليات موت الخلايا الموجودة في الجسم بشكل طبيعي. يسبب ذلك شذوذها عن الوظائف الطبيعية وتكاثرها بشكل غير مضبوط لتشكيل الورم.

اقرأ أيضاً: ما هو الفرق بين الأورام الحميدة والخبيثة؟

أعراض سرطان البنكرياس

لا توجد أي علامات أو أعراض مبكرة لسرطان البنكرياس، وهو من الأورام التي نادرًا ما يتم اكتشافها في المراحل الأولى عندما تكون صغيرة وقابلة للعلاج. تبدأ الأعراض عادةً عندما يبدأ الورم بالتأثير على الأعضاء المجاورة كالمعدة والمرارة والكبد والأمعاء، وتتضمن أعراض سرطان البنكرياس كلًّا من:

• اليرقان، وهو اصفرار الجلد وملتحمة العينين
• لون البول الداكن
• البراز فاتح اللون
• الألم في أعلى البطن وألم أوسط الظهر
• الإسهال الدهني بسبب عدم هضم الدهون القادمة مع الطعام
• التعب
• الحكة
• الغثيان والتقيؤ
• التطبل في الأمعاء ووجود الغازات
• نقص الشهية ونقص الوزن
• تشكل جلطات دموية في الأوردة القريبة من البنكرياس
• إصابة مفاجئة بمرض السكري

المضاعفات وعوامل الخطر

مع تطور سرطان البنكرياس يمكن أن  يسبب عدة مضاعفات مهمة وهي:

• فقدان الوزن: يحدث فقدان الوزن في سرطان البنكرياس لعدة أسباب، اهمها سوء الامتصاص وعدم الاستفادة من الطعام المتناول بسبب نقص وظيفة البنكرياس في هضم الطعام، إضافة إلى نقص الشهية الذي تسببه الإصابة وكذلك انسداد القناة الصفراوية بسبب ضغط الورم عليها، والذي يزيد من سوء الامتصاص بسبب عدم وصول مفرزات المرارة ذات الدور المهم في الهضم والامتصاص إلى الأمعاء.
• اليرقان: والذي يحدث بسبب ضغط الورم على قنوات الكبد والمرارة ويمنع خروج المفرزات الصفراوية منهما إلى الأمعاء حيث يتم طرحها، يؤدي ذلك إلى تراكمها في الجسم وظهور لون أصفر في كل من الجلد والعينين.
• الألم المزمن: يعتبر الألم من أهم مظاهر ومضاعفات سرطان البنكرياس. ويحدث الألم بسبب ضغط كتلة الورم على الأحشاء، حيث أن منطقة البطن والأحشاء غنية بعدد كبير من الأعصاب الناقلة للإحساس بالألم، والتي يسبب ضغط الورم على أحشاء البطن تنبيهها.
• انسداد الأمعاء: مع تنامي الورم فإنه قد يسبب انسداد جزء من الأمعاء، وهو من المضاعفات الإسعافية والخطيرة، حيث أن الانسداد قد يؤدي إلى انثقاب الأمعاء إذا لم يعالج، وهو من المضاعفات المهددة للحياة بسبب انتشار محتوى الأمعاء الغني بالبكتيريا إلى جوف البطن وحدوث التهاب شديد فيه.

يقترن سرطان البنكرياس مع عدد من عوامل الخطر التي يعتقد أن تزيد من فرصة الإصابة به، وهي:

• التدخين ومختلف أنواع استهلاك التبغ
• السمنة وسمنة البطن بشكل خاص
• الالتهاب المزمن في البنكرياس
• مرض السكري، وتحديدا السكري من النوع 2، وإن أي ظهور مفاجئ لمرض السكري من النوع 2 يعتبر علامة على سرطان البنكرياس.
• التعرض لبعض المواد الكيميائية مثل المبيدات الحشرية ومشتقات النفط المختلفة
• العلاج الإشعاعي السابق لورم في البطن
• العوامل الوراثية، بما فيها الحالات التهابية المزمنة الناتجة عن أسباب وراثية في البنكرياس وبعض المتلازمات والأورام الوراثية الأخرى.

التشخيص

غالبا ما يكون تشخيص سرطان البنكرياس متأخرًا، إذ لا تبدأ الأعراض بالظهور إلا أن يكون حجم الورم قد بلغ من الكبر قدرًا من شأنه أن يضغط على الأعضاء الأخرى ويسبب مشاكل فيها. ولتشخيص سرطان البنكرياس يجب إجراء عدد من الفحوصات والاختبارات، والتي تتضمن:

• الفحص البدني: لملاحظة نقص الوزن واليرقان وفحص البطن للبحث عن كتلة أو ورم، إضافة إلى السؤال عن التاريخ الصحي والعائلي وعوامل الخطر.
• الاختبارات التصويرية: والتي تتضمن التصوير المقطعي المحوسب والرنين المغناطيسي والتصوير بالأمواج فوق الصوتية.
• تحاليل الدم: تهدف تحاليل الدم لقياس مستوى بعض أنزيمات البنكرياس في الدم، إضافة إلى البحث عن بعض المواد التي تسمى الواسمات الورمية. والواسم الورمي المميز لسرطان البنكرياس هو CA 19 – 9، وهو عبارة عن نوع من البروتين تنتجه الخلايا السرطانية.
• الخزعة: الطريقة الأفضل والمؤكدة للتشخيص تكون عن طريق أخذ خزعة من كتلة الورم ودراستها نسيجية في المختبر، وتظهر الخزعة نوع الورم ودرجة الخباثة.

طرق علاج سرطان البنكرياس

سرطان البنكرياس من الأمراض صعبة العلاج، والتي لها مأمول نجاة منخفض بعد العلاج بسبب التأخر في التشخيص حتى انتشار الورم، وتتضمن طرق العلاج:

• الاستئصال الجراحي: الجراحة هي الطريقة الأساسية للعلاج، والتي تتضمن استئصال الورم بالكامل مع جزء من البنكرياس. ويقتصر الاستئصال على الورم وجزء من البنكرياس في المرحلة الأولى التي يكون الورم فيها محصورا في البنكرياس، أما عند انتشاره إلى الأنسجة المجاورة فقد يتطلب العلاج إجراءًا جراحيًّا يسمى جراحة ويبل، والتي تتضمن استئصال نصف المعدة مع الاثني عشر (القسم الأول من الأمعاء) مع رأس البنكرياس والقناة الصفراوية، ومن ثم إعادة تشكيل الجهاز الهضمي.
• العلاج الكيميائي: يستخدم في العلاج الكيميائي مجموعة أدوية سامة للخلايا تمنع نمو الورم وتقتل الخلايا السرطانية. ويمكن أن يستخدم هذا العلاج قبل الجراحة لتصغير حجم الورم أو بعدها لتدمير بقاياه، ويمكن أن تستخدم مع العلاج الإشعاعي عند تعذر إجراء الجراحة.
• العلاج الإشعاعي: في العلاج الإشعاعي يستخدم شعاع ذو طاقة مرتفعة لقتل الخلايا السرطانية وتدميرها، ويمكن أن يستخدم بنفس طريقة استخدام العلاج الكيميائي.
• العلاج التلطيفي أو الداعم: هذا العلاج لا يهدف لشفاء المرض، بل يهدف لتخفيف الأعراض في المراحل النهائية غير القابلة للعلاج من سرطان البنكرياس.

نصائح للحد من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس

لتقليل خطر الإصابة بسرطان البنكرياس ينصح أطباء علاجك الطبية بكل من:

• تجنب التدخين
• تجنب السمنة والحفاظ على الوزن الصحي، وإنقاص الوزن في حالة الإصابة بالسمنة
• ضبط مستويات سكر الدم وتجنب الإفراط في أكل السكريات
• عدم شرب الكحول
• اتباع نظام غذائي صحي الغني بالألياف والبروتينات والدهون الصحية وتجنب الوجبات السريعة والدهون المحولة والمهدرجة
• المتابعة الدورية مع الطبيب للكشف المبكر والعلاج في حال الإصابة

خدمات علاجك الطبية لعلاج السرطان في تركيا

تقدم علاجك الطبية خدمات شاملة لكل ما يتطلبه علاج السرطان في تركيا. وتمتلك علاجك الطبية المقومات التي تتيح تقديم طرق العلاج المتطورة وإجراء مختلف أنواع العمليات الجراحية وعلاج الأنواع المختلفة للسرطان بنجاح ومعدل شفاء مرتفع. وذلك بفضل وجود طاقم من نخبة أطباء وجراحي الأورام أصحاب الخبرة، إضافة إلى حداثة وتطور عيادات علاجك المتخصصة في علاج الأورام. كذلك فإن فريق علاجك الطبية يقدم لكم كافة أشكال المساعدة لجعل رحلتكم أسهل، بما في ذلك الحجوزات والاستقبال والمرافقة والترجمة الطبية.

تحرير: علاجك الطبية©