أسباب تآكل عظام الفك وكيف يمكن علاجها

يعتبر  تآكل عظام الفك حالة نادرة وخطيرة، حيث تبدأ فيه خلايا الفك السفلي أو العلوي في الموت، ويترتب على ذلك مضاعفات خطيرة. تعرف على أسباب هذا المرض وكيف يمكن علاجه والوقاية منه. كل ذلك وأكثر مع علاجك الطبية.

ما هو تآكل عظام الفك؟

تآكل عظام الفك مرض يحدث خلاله ضعف في عظام الفك العلوي أو السفلي، ثم تبدأ العظام بالتدهور والتلف وتفقد قوتها ومتانتها. يحدث تآكل عظام الفك بسبب نقص إمداد العظام بالدم نتيجة التعرض لإصابة أو مرض التهابي أو لأسباب أخرى. ويؤدي تآكل عظام الفك إلى تلف البنى التي تحافظ على ثبات ومتانة الأسنان وهو ما يؤدي إلى تخلخل الأسنان وتساقطها. كما يمكن أن يسبب تآكل عظام الفك التلف في مفصل الفك وتعطل حركته. تآكل عظام الفك حالة خطرة ويمكن أن تسبب ألمًا عصيًّا على العلاج، كما يمكن أن تسبب مضاعفات خطرة إذا تعرض العظم للعدوى.

تآكل عظام الفك بالإنجليزية

يسمى تآكل عظام الفك في اللغة الإنجليزية باسم Osteonecrosis of the jaw أو jaw osteonecrosis كما تطلق تسميات أخرى على تآكل وتلف العظام، والتي تتضمن مصطلح Osteoporosis.

تآكل عظام الفك بالصور

أعراض تآكل عظام الفك

قد لا تظهر أعراض لتآكل عظام الفك في المراحل الأولى من المرض، أما لاحقًا فمن الممكن أن تظهر الأعراض التالية:

• الألم والانتفاخ في الفم
• عدم الشفاء بعد قلع أحد الأسنان
• تخلخل الأسنان وتساقط الأسنان بشكل تلقائي
• منطقة مكشوفة من العظم في الفم
• التهاب اللثة وخلل في شفاء إصابات اللثة
• خدر في الفك أو شعور بثقل في الفك
• خروج القيح من عظام الفك إلى الفم وحول الأسنان واللثة

أسباب تآكل عظام الفك

يمكن أن يحدث تآكل عظام الفك كنتيجة لعدد من الأسباب، والتي تتضمن بشكل أساسي كلًّا مما يلي:

1. تناول أدوية البيسفوسفونات (Bisphosphonate) أو  دينوسوماب (Denosumab)

يعتبر تآكل العظام الناتج عن التأثيرات الجانبية للأدوية هو الحالة الأكثر شيوعا من حالات تآكل الفك، وتعتبر أدوية البيسفوسفونات هي المجموعة الدوائية الأكثر تسببًا بهذه الحالة. إن أدوية البيسفوسفونات أو دينسوماب من الأدوية التي تستخدم لعلاج السرطان، وبالتحديد السرطان المنتقل إلى العظام. تعمل هذه الأدوية من خلال منع الخلايا من التكاثر وبذلك تؤدي إلى موت الخلايا السرطانية، لكنها تؤثر أيضًا على خلايا الجسم السليمة وبشكل أهم فإنها تؤثر على خلايا العظام وتسبب موتها، وهو ما يؤدي إلى تناقص كثافة العظام وضعفها ومن ثم بداية النخر والتآكل فيها.

2. العلاج الإشعاعي لحالات سرطان الرأس والرقبة

يستخدم العلاج الإشعاعي في علاج الأورام والسرطانات التي تظهر في الرأس والرقبة ولا يمكن علاجها من خلال الجراحة. ويمتلك العلاج الإشعاعي آثارًا جانبية خطيرة على جميع الأعضاء والأنسجة السليمة في الجسم، حيث يمكن أن يسبب العلاج الإشعاعي تآكل عظام الفك بسبب قدرة الأشعة على قتل الخلايا السليمة بالترافق مع قتلها لخلايا السرطان. ويؤدي موت الخلايا العظمية المسؤولة عن تجديد العظام بشكل دائم إلى نقص كثافة العظام ثم بداية تآكلها.

3. العلاج بالستيرويد طويل الأمد

تمتلك الستيرويدات تأثيرًا يؤدي إلى إخراج الكالسيوم من العظام، وفي الحالة الطبيعية للجسم فإن هذا التآثير تقوم هرمونات أخرى بمعادلته بحيث تبقى كثافة العظام طبيعية. أما في حالات العلاج بالستيرويد لفترة طويلة فإن مستويات الستيرويدات في الجسم تبقى مرتفعة بشكل دائم ومستمر بما لا يسمح للهرمونات الأخرى بإعادة بناء العظام بشكل كافٍ، ويؤدي هذا التآثير إلى ترقق وتآكل العظام مع مرور الوقت.

4. التقدم في السن

إن ترقق العظام من النتائج الطبيعية للتقدم في السن، حيث تقل مستويات الهرمونات المسؤولة عن بناء العظام والحفاظ على قوتها، كما يزداد إخراج الكالسيوم من العظام بما يؤدي إلى ضعف العظام وترققها عند الأشخاص الأكبر سنًا. وفي حالات الأشخاص الذين لديهم ضعف شديد في العظام أو أن كثافة العظام لديهم قليلة فإن التقدم في السن يمكن أن يسبب إصابتهم بتآكل العظام الشديد.

5. داء السكري

تؤدي المستويات المرتفعة للسكر في الدم، والتي تستمر بشكل مزمن في حالة مرض السكري غير المضبوط بشكل جيد، إلى تشوه الأوعية الدموية الصغيرة في الجسم، بما فيها تلك المسؤولة عن نقل الدم والتغذية إلى العظام. يسبب ذلك نقص إمداد العظام بالدم وعدم حصول الخلايا العظمية على تغذية كافية، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى موت هذه الخلايا ونقص كثافة العظام وتآكلها.

6. أمراض اللثة

يؤدي التهاب اللثة والتهاب دواعم السن في الحالات المتقدمة إلى وصول العدوى إلى عظام الفك، وهو ما يسبب التهاب عظام الفك ويؤدي إلى تلف خلايا العظم بسبب الضرر الذي يحدثه الالتهاب ونقص وصول الغذاء إلى هذه الخلايا. ولذلك فإن الحالات غير المعالجة من التهاب اللثة يمكن أن تؤدي إلى تآكل عظام الفك الذي قد ينتهي بخسارة الأسنان كذلك.

7. التدخين

علاج تآكل عظام الفك

يمكن تشخيص عظام الفك من خلال التصوير بالأشعة السينية ورؤية المناطق التي تغيب عنها الكثافة العظمية. ويعالج تآكل عظام الفك من خلال إزالة الأنسجة الميتة جراحيًّا وتنظيف العظم، بالإضافة إلى استعمال المضادات الحيوية لمنع العدوى واستعمال المحاليل الفموية المطهرة والأدوية المسكنة للألم.

إذا كان المريض ما زال على العلاج بأدوية البيسفوسفونات أو الستيرويدات فمن الواجب إعادة النظر في هذه الأدوية لإيقافها وتقديم علاج بديل عنها لمنع تدهور العظام أكثر.

الوقاية من تآكل عظام الفك

يمكن الوقاية من تآكل عظام الفك من خلال اتباع عدد من الطرق التي تتضمن:

• فحص الأسنان والفك عند طبيب الأسنان بشكل منتظم وإجراء صورة بالأشعة السينية للفك وكذلك إجراء هذا الفحص قبل بدء العلاج بأدوية البيسفوسفونات والحرص على تنظيف الفم والأسنان واللثة بشكل جيد خلال العلاج بالبيسفوسفونات.
• المحافظة على صحة الفم والأسنان من خلال تنظيف الأسنان بشكل منتظم مرتين في اليوم واستخدام خيط الأسنان وإجراء تنظيف الأسنان الطبي كل ستة أشهر للوقاية من أمراض اللثة.
• تجنب التدخين وشرب الكحول
• الالتزام بنظام غذائي متوازن قليل السكريات وغني بالمعادن والفيتامينات لتجنب نقص كثافة العظام، وضبط مستويات السكر في الدم بشكل جيد في حالة الإصابة بمرض السكري.

تحرير: علاجك الطبية©