إلتهاب العصب البصري: الأعراض والأسباب وطرق العلاج
ما هو العصب البصري؟
العصب البصري هو عصب الرؤية في العين، الذي يساهم في حدوث الرؤية من خلال نقل الإشارات العصبية الخاصة بالرؤية من العين إلى الدماغ حيث تتم معالجة الإشارات العصبية وتحدث الرؤية.
تتكون العين من عناصر شفافة تتيح دخول الضوء إلى العين ليسقط على الخلايا الحساسة للضوء الموجودة في الشبكية، حيث تنتظم الخلايا في عدة طبقات، يتصل كل منها مع ليف عصبي يكون جزءًا من ألياف العصب البصري، إذ يتكون العصب البصري من عدد كبير من الألياف الرقيقة القادمة من الخلايا الحساسة للضوء.
ينشأ العصب البصري من خلف العين وينتهي في المخ في المنطقة المسؤولة عن الرؤية، والتي تعالج الإشارات البصرية وتفسرها بحيث تحدث الرؤية.
تؤدي إصابة العصب البصري بالالتهاب أو الضرر إلى نقص شديد في الرؤية، وذلك بسبب الأهمية الكبيرة لهذا العصب في نقل إشارات الرؤية إلى الدماغ، حتى أن بعض حالات الالتهاب الشديدة في العصب البصري قد تنتهي بفقدان الرؤية.
يشير التهاب العصب البصري إلى عدد من المشاكل الصحية المختلفة، إذ يحدث بشكل رئيسي في سياق الإصابة بمرض التصلب المتعدد، إضافة إلى أمراض المناعة الذاتية والالتهابات الفيروسية والبكتيرية.
أسباب إلتهاب العصب البصري
لم يتم تحديد سبب واضح وجازم للإصابة بالتهاب العصب البصري، إلا أن الآلية الرئيسية المتهمة بإحداث الالتهاب هي خلل في الجهاز المناعي يدفع بالخلايا المناعية إلى مهاجمة ألياف العصب البصري وتدميرها. وتتضمن الحالات التي قد تكون مسؤولة عن الإصابة بالتهاب العصب البصري كلًا من:
- الأمراض التنكسية العصبية: مثل مرض التصلب المتعدد ومرض التهاب النخاع والعصب البصري وكذلك مرض الأجسام المضادة للمايلين. تؤدي هذه الأمراض إلى إصابات التهابية متكررة ومتعددة في الحبل الشوكي والعصب البصري والألياف العصبية المغلفة بمادة المايلين بشكل عام، ويعتبر مرض التصلب المتعدد هو أكثر هذه الأمراض انتشارًا، والذي يتميز بحدوث الإصابة على شكل نوبات متفرقة تتضمن كل منها ظهور بؤرة من الالتهاب في إحدى مناطق الدماغ أو الحبل الشوكي أو العصب البصري.
- الالتهابات البكتيرية والفيروسية: تسبب عدة أنواع من البكتيريا والفيروسات التهاب العصب البصري، ومثالها مرض الزهري ومرض لايم والنكاف والحصبة.
- الأمراض المزمنة: من مثلها مرض الساركويد وداء بهجت
- أمراض المناعة الذاتية: مثل الذئبة الحمامية الجهازية وتصلب الجلد
- الأدوية: قد يحدث التهاب العصب البصري بسبب الآثار الجانبية لبعض أنواع المضادات الحيوية.
أعراض الإصابة بالتهاب العصب البصري
يصيب التهاب العصب البصري عادةً عينًا واحدة، وتتضمن الأعراض:
- آلام العين: يسبب التهاب العصب البصري ألمًا في العين بشكل متكرر، تكون سماته أنه يسوء مع تحريك العين المصابة.
- فقدان أو ضعف الرؤية: يسبب التهاب العصب البصري حالة ضعف في الرؤية أو فقدان مؤقت للبصر قد يتطور خلال بضعة ساعات ويصل أعظمه خلال الأيام الأولى، ويزول فيما بعد ذلك خلال أشهر قليلة.
- اضطراب ساحة الرؤية: وهو العجز عن الرؤية في جزء من الساحة البصرية مثل جوانب الصورة أو مركزها.
- ضعف تمييز الألوان: يؤدي التهاب عصب العين إلى اضطراب القدرة على تمييز الألوان فتبدو الألوان باهتة وأقل حيوية.
- الوميض الضوئي: وهو رؤية ومضات من الضوء تترافق مع تحريك العين.
مضاعفات ومخاطر إلتهاب العصب البصري
قد يؤدي التهاب العصب البصري إلى عدة مضاعفات وآثار سلبية على العين والرؤية، ومنها:
- فقدان الرؤية: فقدان الرؤية بشكل كامل أو جزئي هو أحد أكثر المضاعفات خطورة لالتهاب العصب البصري، ويحدث فقدان الرؤية نتيجة للتلف الذي يصيب الألياف العصبية في العصب البصري.
- تناقص حدة الرؤية: قد يعاني المريض من ضعف في النظر بعد شفاء التهاب العصب البصري، ويترافق ذلك مع صعوبة في رؤية التفاصيل الدقيقة أو القدرة على تركيز الرؤية نحو جسم محدد.
- انتشار الالتهاب: من الممكن أن يتفاقم التهاب العصب البصري منتشرًا إلى العين المصابة بأكملها أحيانًا، بما يؤثر على أجزاء العين الأخرى مثل الشبكية أو الأوعية الدموية، يحدث ذلك في حالات العدوى غير المعالجة وقد يؤدي إلى أضرار جسيمة في العين.
- الألم: قد يترك التهاب العصب البصري حالة من الألم المزمن في العين بعد الشفاء، ويكون الألم مزعجًا للمريض ويتفاقم مع تحريك العين.
متى تزور الطبيب؟
التهاب العصب البصري حالة خطيرة على الرؤية وتحتاج إلى علاج فوري في وقت باكر لتجنب الأضرار طويلة الأمد، لذلك من الضروري مراجعة الطبيب فورًا عند ملاحظة أي من العلامات التالية:
- فقدان الرؤية المفاجئ في عين واحدة
- ضعف الرؤية أو انخفاض مفاجئ في القدرة البصرية
- ألم العين الشديد
- تشوش الرؤية
- ظهور أعراض جديدة لم تكن موجودة مسبقًا أو تفاقم الأعراض الموجودة
- تفاقم الحالة أو عدم تحسنها رغم تقديم العلاج المناسب
- الأعراض الشديدة مثل إصابة العين الأخرى أو تطور الرؤية المزدوجة أو وجود إصابة عصبية أخرى مثل ضعف أو خدر أحد أطراف الجسم.
كيفية تشخيص الإصابة بالتهاب العصب البصري
يتطلب تشخيص حالة التهاب العصب البصري إجراء عدة فحوصات واختبارات من قبل الطبيب. يتضمن ذلك إجراء فحص العين الروتيني الذي يشمل اختبار حدة النظر والساحة البصرية وتمييز الألوان وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، يقوم الطبيب بإجراء عدة اختبارات أخرى، وتشمل:
- الفحص بمنظار العين: يستخدم الطبيب منظار العين المزود بمصباح ضوئي لفحص باطن العين ورؤية العصب البصري. يساعد هذا الاختبار في مشاهدة الوذمة وحالة الالتهاب في العصب.
- فحص منعكس حدقة العين: يتم توجيه ضوء إلى العين وملاحظة رد الفعل الذي يظهر على حدقة العين.
- الرنين المغناطيسي: وهو مهم من أجل تشخيص الأمراض التنكسية في الدماغ والعصب البصري. يعد هذا الاختبار فحصًا فعّالًا لتشخيص أمراض مثل التصلب المتعدد.
- التحاليل المخبرية: يتم إجراء تحاليل الدم للبحث عن عدوى بكتيرية أو فيروسية، وكذلك لتحديد وجود أجسام مضادة تشير إلى وجود بأمراض المناعة الذاتية.
- الصور المقطعية: تساعد في تقييم حالة العصب البصري وتأكيد التشخيص.
- اختبار الساحة البصرية: يستخدم لقياس الرؤية المحيطية في العينين والبحث عن أي فقدان للرؤية في جوانب أو مركز المجال البصري، وهو ما يعتبر من علامات التهاب العصب البصري.
طرق علاج إلتهاب العصب البصري
بعض حالات التهاب العصب البصري لا تحتاج إلى علاج، إذ يزول الالتهاب خلال فترة بشكل تلقائي. إلا أن حالات الالتهاب الشديد الذي يؤثر على جودة الرؤية تحتاج إلى العلاج الفوري للوقاية من الأضرار طويلة الأمد واستعادة الرؤية الواضحة بفترة قصيرة.
يعتمد علاج التهاب العصب البصري بشكل رئيسي على الستيرويدات، إذ يتم استخدام جرعات مرتفعة من أدوية الستيرويدات لعلاج الالتهاب، والتي تكون فعالة في إخماد نوبات الالتهاب خلال عدة أيام واستعادة الرؤية بنسبة جيدة. ولكن على الرغم من فائدتها الكبيرة في العلاج، تسبب الستيرويدات عددًا من الآثار الجانبية الضارة مثل السمنة وضعف العضلات وآلام المعدة وتغيرات المزاج والشهية وجفاف الجلد وغيرها.
أساليب الوقاية
قد تكون بعض الأمراض التي تترافق مع التهاب العصب البصري غير ممكنة التجنب، إلا أن بعض الإجراءات والعادات يمكن أن تفيد في تقليل مخاطر الإصابة بشكل كبير. وينصح خبراء علاجك الطبية للوقاية بكل من:
- نمط الحياة الصحي، بما يشمل التغذية الصحية وممارسة التمارين الرياضية وتجنب التدخين والتعامل مع التوتر والضغط النفسي. يساهم كل ذلك في الوقاية من الأمراض المختلفة المساهمة في هذه الحالة.
- ضبط الأمراض المزمنة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم
- التعرض لأشعة الشمس الدافئة وغير الحارقة بشكل منتظم، إذ تدل الإحصائيات على أن معدلات الإصابة بمرض التصلب المتعدد ترتفع بشكل واضح في المناطق التي لا تتعرض للشمس بشكل كافي
- الفحص الدوري للعينين لدى الطبيب للكشف المبكر وتقديم العلاج المناسب
لخدمات العلاج في تركيا استشر علاجك الطبية
تقدم علاجك الطبية في تركيا خدمات مميزة في علاج أمراض العيون، كما نقدم أفضل الخدمات والنتائج في عمليات تصحيح النظر باستخدام التقنيات المتنوعة والمتطورة. إن عيادات علاجك الطبية المتخصصة في طب وجراحة العيون في تركيا متطورة ومزودة بأحدث التجهيزات وأفضل الأجهزة والتقنيات الطبية المميزة. كما يتوفر في عياداتنا أفضل أجهزة الليزر وأكثر التقنيات العلاجية تقدمًا.
يعمل في عيادات ومراكز علاجك لطب العيون نخبة من أفضل الأطباء المتخصصين في هذا المجال، إلى جانب الكوادر الطبية الأكثر مهارة وخبرة. إذ تعمل طواقمنا من أطباء ومساعدين وفنيين وممرضين على تقديم أعلى مستويات الرعاية لكم أثناء العلاج. ويقدم لكم فريقنا المتخصص خدمات مميزة تساعدكم على جعل الرحلة أكثر راحة، منها حجز تذاكر الطيران ووسائل النقل والإقامة في تركيا، والترجمة الفورية وكذلك المتابعة والتقييم الدوري المستمر بعد العلاج. ونقدم خدماتنا في علاجك الطبية مقابل تكاليف مناسبة وأسعار مدروسة، بحيث نضمن حصولكم على أفضل الخدمات بأخفض الأسعار.
تحرير: علاجك الطبية©
