قصور الغدة الدرقية وزيادة الوزن

لمحة عامة عن قصور الغدة الدرقية / القصور الدرقي

قصور الغدة الدرقية أو القصور الدرقي أو نقص نشاط الغدة الدرقية هو مشكلة صحية شائعة، تتضمن نقصًا في قدرة الغدة الدرقية على إفراز الهرمونات الخاصة بها، ما يؤدي إلى مشاكل صحية عديدة في الجسم من بينها نقص الشهية والخمول والتعب والسمنة وعدد من الأعراض الأخرى.

تفرز الغدة الدرقية بشكل رئيسي نوعين من الهرمونات، وهما هرمون الثيروكسين وهرمون الثيرونين ثلاثي اليود، هذه الهرمونات مسؤولة عن تنظيم جميع عمليات الأيض في الجسم، بما فيها استهلاك الطاقة وإنتاج الطاقة وتركيب البروتينات والدهون والكاربوهيدرات وكذلك تركيب الهرمونات الأخرى، إضافة إلى تنظيم عمل عدد من الأعضاء والأجهزة بما فيها القلب والجهاز الهضمي والأمعاء والوظائف الفكرية والمعرفية والنفسية في الدماغ، ولذلك فإن الآثار السلبية لنقص هذه الهرمونات تطال جميع الأعضاء المذكورة وتؤثر على وظائفها. وتوجد أسباب عديدة يمكن أن تؤدي إلى نقص نشاط الغدة الدرقية، ويتضمن أهمها:

• نقص اليود: تتركب هرمونات الغدة الدرقية من اليود بشكل أساسي، وإن عدم وجود كميات كافية من اليود يعني عدم تركيب هذه الهرمونات. يشاهد نقص اليود في المناطق الجغرافية الفقيرة بالأطعمة الحاوية عليه، بالإضافة إلى حالات سوء التغذية وعدم الحصول على كميات كافية من الغذاء.
• أمراض المناعة الذاتية: قد تصاب الغدة الدرقية ببعض أمراض المناعة الذاتية المسببة لضعف نشاطها، ويعتبر مرض هاشيموتو الذي يتضمن التهاب الغدة الدرقية ونقص مستويات هرموناتها هو أبرز هذه الحالات.
• التهاب الغدة الدرقية: تصاب الغدة الدرقية بأنواع متعددة من الالتهابات التي ينتج عنها قصور في نشاط الغدة.
• العلاج الإشعاعي: إذا تعرضت الغدة الدرقية للإشعاع عند علاج أنواع السرطان المختلفة في العنق والصدر، أو العلاج باليود المشع لسرطان أو فرط نشاط الغدة الدرقية، فإن خلاياها سوف تتلف وتصبح عاجزة عن إفراز الهرمونات بما يكفي.
• بعض الأدوية: مثل دواء الليثيوم، يمكن أن تسبب حالة من قصور الغدة الدرقية.
• أمراض الغدة النخامية: الغدة النخامية تتحكم بالأوامر الكيميائية للغدة الدرقية وتنظم عملها، وإن قصور الغدة النخامية يؤدي إلى قصور الغدة الدرقية.

العلاقة بين قصور الغدة الدرقية وزيادة الوزن

تعتبر زيادة الوزن أحد أهم أعراض قصور الغدة الدرقية، بالإضافة إلى كل من:

• التعب والإرهاق
• عدم تحمل البرد
• ضعف الشهية
• زيادة في عدد ساعات النوم
• الاكتئاب
• جفاف الجلد
• بحة الصوت
• تقصف وجفاف الشعر
• ضعف العضلات
• اضطرابات الذاكرة والتركيز
• تباطؤ ضربات القلب

ومن بين جميع الأعراض المترافقة مع قصور الغدة الدرقية فإن السمنة هي إحدى المشاكل المهمة، ذلك بأنها تزيد من مخاطر التعرض للأمراض المزمنة كأمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية. وتوجد عدة آليات مختلفة يساهم بها قصور الغدة الدرقية في حدوث السمنة، والتي تتضمن:

انخفاض معدل الأيض

يعني انخفاض معدل الأيض أن استهلاك الطاقة في الجسم سوف ينخفض بشكل كبير. في الحالة الطبيعية فإن الجسم يقوم بتصنيع مركبات مولدة للطاقة من السكريات والدهون الموجودة فيه، ويتم ذلك في الكبد بمساعدة عدد من الآليات الهرمونية وبشكل رئيسي هرمونات الغدة الدرقية. الهدف من ذلك هو تأمين مقادير كافية من الطاقة لأنشطة الجسم المختلفة ووظائف الأعضاء الموجودة فيه مثل القلب والدماغ والعضلات وغيرها. عندما ينخفض معدل الهرمونات الدرقية في الجسم فإن استهلاك الطاقة سوف ينخفض بشكل كبير، زيادةً على انخفاض معدل النشاط البدني وضعف المهارات المعرفية الذي يؤدي إلى تفاقم النقص في استهلاك الطاقة بشكل أكبر. يؤدي ذلك إلى زيادة تخزين الدهون في الجسم وتحويل السكر الفائض الموجود في الدم والكبد إلى دهون وتخزينها في مخازن الدهون المعروفة في البطن والحوض والفخذين، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بالسمنة على الرغم من ضعف الشهية وعدم تناول كميات كافية من الطعام.

تراكم السوائل

تراكم السوائل أو الوذمات هو أحد المشاكل الشائعة في حالات نقص نشاط الغدة الدرقية المتوسطة والشديدة، تعرف هذه الحالة باسم الوذمات المحيطية، إذ تتراكم السوائل بكميات مفرطة في أنسجة الساقين والذراعين والوجه والرقبة وتصبح الوذمات عامة في الحالات الشديدة. يحدث ذلك بسبب نقص مستويات البروتين في الجسم.

يتم ضبط مستويات السوائل في الجسم والحفاظ على قدر كافي منها وتصريف الكميات الفائضة بفضل آلية تسمى الضغط التناضحي في الدم، وهو نوع من الضغط يعمل على جذب السوائل إلى الدم بفعل البروتينات والأملاح الموجودة فيه، ثم يتم تصريف السوائل الزائدة من الدم عن طريق الكلى. في حالة نقص الهرمونات الدرقية فإن الجسم سوف يتعرض لفقدان في الأملاح والبروتينات، ما يقلل من هذا الضغط ويسبب خروج السوائل من الدم إلى الأنسجة، ويفاقم احتباس السوائل حالة زيادة الوزن أكثر.

الإرهاق وانخفاض الطاقة

دائمًا ما يشعر الشخص المصاب بقصور الغدة الدرقية بالتعب والإرهاق الشديد ونقص الطاقة، ولا يجد في نفسه قدرةً على أداء أبسط المهام الحركية منها أو العقلية. يحدث ذلك بسبب عدم حصول خلايا العضلات وخلايا الدماغ على كميات كافية من الطاقة، وهي التي تأتي من سكر الدم ومخازن السكر الموجودة في الكبد ومخازن الدهون. يجب أن تعالج هذه المركبات من قبل الكبد حتى تستطيع الخلايا الاستفادة منها، وفي ظل عدم وجود تحفيز هرموني كافي من الغدة الدرقية فإن مركبات الطاقة في الجسم سوف تكون قليلة بحيث يشعر المريض بالتعب الدائم والإرهاق.

إضافة إلى ذلك، حتى تستطيع خلايا الجسم تفكيك هذه المركبات والحصول على الطاقة منها فإنها بحاجة إلى التحفيز من قبل هرمونات الغدة الدرقية كذلك، وهو سبب إضافي للشعور بالتعب.

كل ذلك ينتهي إلى مزيد من زيادة الوزن بسبب عدم قيام الجسم بأنشطة مستهلكة للطاقة بما يكفي وبالتالي تخزين هذه الطاقة على شكل دهون.

كيفية تشخيص السمنة الناجمة عن قصور الغدة الدرقية

في حالة الإصابة بالسمنة بسبب قصور الغدة الدرقية فمن الضروري دراسة مشكلة السمنة في ضوء المرض الموجود في الغدة الدرقية من أجل توجيه العلاج إليه.

خلال المعاينة والتقييم سوف يعمل الطبيب على تقييم الأعراض المرافقة التي تشير إلى نقص الهرمونات الدرقية، مثل نقص الشهية والتعب والاكتئاب وعدم تحمل البرد وتباطؤ ضربات القلب وجفاف الشعر والجلد وتقصف وتساقط الشعر وغيرها.

سوف يتم قياس الوزن عند المعاينة مع حساب مؤشر كتلة الجسم Body Mass Index وكذلك حساب معدل الأيض اليومي وتقدير نسبة الدهون والكتلة العضلية.

وللتأكد من أن سبب السمنة هو أمراض الغدة الدرقية، يتم إجراء تحاليل مخبرية لوظائف الغدة الدرقية، تتضمن:

• هرمون الثيروكسين الحر: وهو نسبة الهرمون الدرقي الموجود في الدم بشكل حر غير مرتبط مع بروتينات الدم، وتكون مستوياته منخفضة في هذه الحالة
• هرمونات الثيروكسين والثيرونين ثلاثي اليود: يتم قياس المستويات الكلية لهذه الهرمونات في الدم، الحرة منها والمرتبطة مع البروتينات، وتكون منخفضة كذلك.
• هرمون TSH: هذا الهرمون هو هرمون مفرز من الغدة النخامية لتحفيز الغدة الدرقية على إفراز هرموناتها. تكون قيمه مرتفعة في قصور الغدة الدرقية لأسباب متعلقة بالغدة ذاتها، ويكون منخفضًا في قصور الغدة الدرقية الناتج عن مشاكل الغدة النخامية.

طرق علاج زيادة الوزن الناجم عن قصور الغدة الدرقية

من أجل علاج زيادة الوزن الناجم عن قصور الغدة الدرقية يجب أن يهدف العلاج إلى تصحيح مستويات الهرمونات الدرقية بشكل أساسي، وذلك لاستعادة المعدلات الطبيعية للأيض وإنتاج واستهلاك الطاقة والتخلص من السوائل الفائضة في الجسم.

يعتمد علاج قصور الغدة الدرقية أولًا على إيجاد سبب القصور وعكسه، ويكون ذلك بعلاج الالتهاب أو تعويض نقص اليود، إضافة إلى ذلك فإن العلاج الرئيسي لهذه المشكلة هو تعويض الهرمونات الدرقية دوائيًا.

يعطى دواء ليفوثيروكسين لمرضى قصور الغدة الدرقية للعلاج، وهو هرمون درقي يتوفر على شكل أقراص دوائية تؤخذ مرة واحدة يوميًا حتى استعادة النشاط الطبيعي للغدة أو مدى الحياة إذا كانت مصابة بضرر غير قابل للعكس.

ويتم تحديد جرعة الدواء المناسبة بناء على عدة عوامل مثل شدة الإصابة والأعراض المرافقة. ويتم إجراء تقييم دوري لمستويات هرمون TSH والهرمونات الدرقية كل 6 – 8 أسابيع وتعديل الجرعة بناء عليها.

بالإضافة إلى العلاج الهرموني، من الضروري كذلك وضع برنامج غذائي مناسب يؤمن للمريض الحصول على تغذية جيدة وكافية وفي الوقت نفسه تساهم في إنقاص الوزن. يجب أن يكون النظام الغذائي غنيًا بالبروتينات والألياف والخضار والدهون الصحية، ومنخفض الكاربوهيدرات مع تجنب الوجبات السريعة والسكر المضاف. كما يجب أيضًا زيادة النشاط البدني بشكل تدريجي والتوصية بممارسة التمارين الرياضية بمعدل منتظم لزيادة استهلاك الجسم للطاقة.

لخدمات علاج السمنة في تركيا استشر علاجك الطبية

في علاجك الطبية نساعدكم على إيجاد أفضل الحلول لمشاكل السمنة، ونقدم لكم أفضل الطرق العلاجية وأكثرها فعالية في إنقاص الوزن والحصول على الجسم الصحي.

تتمتع علاجك الطبية بكادر طبي متميز يضم نخبة الأطباء وأخصائيي التغذية، ويعمل فريقنا المتخصص على توجيه العلاج وتخصيصه بحيث يناسب كل مريض وحالته بشكل خاص، ويتعاون أفراد الطاقم الطبي على تقديم العلاج الدوائي ووضع الأنظمة الغذائية وتوصيات الأنشطة البدنية، مع المتابعة الحثيثة والدورية للتقدم ومراقبة وتقييم النتائج. كما يوفر أطباؤنا لحالات السمنة المفرطة والمستعصية حلولًا جراحية تتضمن عمليات إنقاص الوزن بأمان وفعالية مع اتخاذ كافة التدابير لنجاح العملية دون آثار جانبية مهمة.

إن مراكز علاجك الطبية حديثة ومتطورة ومزودة بأحدث الأجهزة وأكثرها تطورًا في كل من التشخيص والعلاج. كما أن فريق الاستشارات الخاص بنا سوف يعمل على توفير كافة وسائل الدعم والمساعدة لجعل رحلتكم العلاجية أكثر راحة، يشمل ذلك تقديم خدمات الاستشارة المجانية والحجوزات والمرافقة والإقامة والترجمة الطبية والمتابعة بشكل دوري بعد العلاج.

تحرير: علاجك الطبية©