العلاجات الطبية لمرض الاكزيما

مثبطات JAK، مثبطات الكالسينيورين، الكورتيكوستيرويد، العلاج بالضوء... كلها علاجات طبية للاكزيما. تعرف عليها بالتفصيل من خلال المقال التالي.

حقائق عن الأكزيما

تعرف الأكزيما بأنها حالة من الالتهاب الموضعي في الجلد، والذي يحدث بسبب عدد من الأسباب المترافقة مع وجود بعض العوامل المحفزة، وتتميز الأكزيما بظهور طفح جلدي مكون من بقع متفرقة حمراء اللون تبرز قليلًا عن سطح الجلد وتسبب الحكة الشديدة، كما يصبح الجلد فوق هذه البقع سميكًا ومتقشرًا ويصاب بالتشقق. وفيما يلي أبرزالحقائق عن مرض الأكزيما:

• تحدث الأكزيما بسبب الخلل في طريقة عمل الجهاز المناعي في الجسم حيث تسبب الاستجابة المناعية المفرطة تجاه المواد المحفزة حدوث الطفح الجلدي وعلامات التحسس الأخرى.
• يمكن أن تحدث الأكزيما نتيجة ضعف في الجهاز المناعي، حيث يعتبر الجلد هو الحاجز الوقائي الأول المسؤول عن حماية الجسم من العوامل المهيجة والمواد الخارجية، ويسبب الخلل في بنية الجلد الطبيعي دخول هذه المواد إلى الجسم وحدوث الأكزيما.
• الأكزيما ليست معدية، إذ أن سبب الطفح الجلدي خلل في الجهاز المناعي وليس الميكروبات والكائنات الممرضة المعدية
• التهاب الجلد التأتبي هو النوع الأكثر شيوعًا من أنواع الأكزيما والذي يكون هو المقصود عادةً عند الحديث عن الأكزيما.
• الأكزيما ليست مرضًا خطيرًا لكن إهمال علاجها قد يؤدي إلى تسمك الجلد وتشققه والتعرض إلى العدوى والنزيف وأمراض الجلد الأخرى.
• الاكزيما مرض مزمن حيث يمكن أن تستمر لسنوات، وتبدأ الأكزيما عادة في مرحلة الطفولة الباكرة قبل سن 5 سنوات وتستمر خلال مراحل الطفولة التالية وربما خلال البلوغ.
• تختفي الاكزيما عند الأطفال مع البلوغ والنمو في معظم الحالات، لكنها قد تستمر إلى مرحلة المراهقة والشباب في بعض الحالات الأخرى.
• إن أسباب مرض الاكزيما كثيرة ومتنوعة، حيث تتضمن الأسباب الوراثة وتقدم عمر الأم أثناء الحمل وأمراض المناعة الذاتية والعيوب في بنية الجلد وأمراض الغدد الصماء وبعض الاضطرابات السلوكية.
• يؤدي التعرض إلى بعض العوامل التي تسمى محفزات الأكزيما إلى ظهور طفح الأكزيما أو تفاقم الطفح الموجود بشكل مسبق.
• تتضمن العوامل المحفزة لظهور الأكزيما كلًّا من الجلد الجاف والمشاكل المترتبة عليه، بالإضافة إلى المواد المهيجة مثل المنظفات والعطور والتدخين والتعرق ومستحضرات التجميل والكلور والعوامل الخارجية المسببة للحساسية وغيرها.
• قد تؤدي الإصابة بالاكزيما إلى تطور إصابة مرافقة بالربو أو حمى القش، كما قد تترافق الاكزيما مع الإصابة بحساسية الطعام والالتهابات الجلدية وبعض حالات الصحة العقلية.
• قد لا تشفى الأكزيما من تلقاء نفسها وقد تستمر لوقت طويل وعندها يجب تقديم العلاج بالأدوية والطرق العلاجية الأخرى للتخلص من التهاب الجلد والوقاية من مضاعفاته المختلفة . قد تحتاج لتجريب عدد مختلف من الأدوية لفترة طويلة للشفاء من الاكزيما ومع ذلك فقد تعود الأعراض من جديد بعد الشفاء.
• تتضمن الخيارات العلاجية لمرض الاكزيما كلًّا من العلاجات الموضعية والحقن والأدوية الفموية والعلاج بالضوء.

العلاجات الموضعية

العلاجات الموضعية هي نوع من أنواع الأدوية التي يتم وضعها على موضع الإصابة فقط، وتكون على شكل مراهم أو كريمات تدهن على المنطقة المصابة من الجلد وتؤدي إلى ظهور التأثير العلاجي من خلال امتصاص الجلد لها.

مثبط JAK الموضعي (JAK = Janus Kinase)

إن مثبطات JAK هي مجموعة من الأدوية التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA لعلاج الحالات متوسطة الشدة والشديدة من الأكزيما، والتي تتوفر بشكل فموي وكذلك بشكل موضعي. تعمل هذه الأدوية على كبح استجابة الجهاز المناعي وإضعافها في موقع الجلد المصاب، كما تساهم في تقليل الالتهاب وتخفيف أعراض الحكة وتسمك الجلد والاحمرار. إن لهذا الصنف من الأدوية آثارًا جانبية محتملة شديدة الخطورة حيث يرتبط تناول هذا الدواء مع زيادة خطر الإصابة بالسرطان. إلا أن مثبطات JAK الموضعية أقل خطرًا بكثير من الشكل الفموي للدواء، وذلك بسبب كون كمية الدواء التي تدخل إلى الجسم أقل بكثير في الشكل الموضعي، كما أن تأثيره مقتصر على مكان الإصابة فقط.

مثبطات الكالسينيورين الموضعية

مثبطات الكالسينيورين الموضعية هي إحدى الأدوية المستخدمة من أجل علاج الحالات المتوسطة والشديدة من الأكزيما كذلك، والتي تعمل هي الأخرى من خلال كبح استجابة الجهاز المناعي في منطقة الإصابة، كما تقلل الالتهاب وتساهم في شفاء الأعراض. تتوفرمثبطات الكالسينيورين الموضعية على شكل مرهم زيتي وكذلك على شكل كريم. تستخدم مثبطات الكالسينيورين لدى المرضى الذين تلقوا العلاج بأدوية الأكزيما الأخرى دون الحصول على فائدة منها. على الرغم من عدم وجود بيانات تثبت تسبب الدواء بضرر للأطفال إلا أنه غير منصوح به للأطفال الذبن تقل أعمارهم عن سنتين. قد يؤدي الدواء إلى بعض الآثار الجانبية الموضعية مثل تهيج الجلد والاحمرار والحرقة، إلا أنها عابرة عادةً وتزول خلال فترة قصيرة.

مثبطات الموضعية

مثبطات PDE4 الموضعية هي مجموعة من الأدوية التي تستخدم لعلاج عدد من الأمراض الجلدية، والتي تتضمن الصدفية والتهاب الجلد التأتبي (الاكزيما). تعمل هذه الأدوية من خلال تثبيط عمل مركب انزيمي هام للاستجابة المناعية يسمى فوسفو داي إستيراز – 4 phosphodiesterases-4 (PDE-4)، حيث يؤدي تعطيل هذا المركب إلى تقليل الالتهاب وكبح استجابة الجهاز المناعي وعلاج أعراض الاكزيما.

الكورتيكوستيرويدات الموضعية

الكورتيكوستيروئيدات من المركبات الفعالة في تعديل نشاط الخلايا المناعية، حيث تؤدي الكورتيكوستيرويدات إلى تغيير طريقة استجابة بعض أنواع خلايا الجهاز المناعي وتمنع الاستجابة المناعة المفرطة، وبالتالي تمنع حدوث الحساسية والتأق والأمراض الناتجة عن الاستجابة المناعية المفرطة، كما أن الكورتيكوستيرويدات ذات فعالية كبيرة في تقليل الالتهاب وثبيط المركبات المسببة للالتهاب. يؤدي استعمال الكورتيكوستيرويدات بشكل موضعي عن طريق المراهم التي تحتويها إلى علاج أعراض الأكزيما وتقليل الالتهاب والتخلص من الحكة والاحمرار وتحسن حالة الجلد، لكن الاستعمال طويل الأمد لهذه الأدوية يمكن أن يسبب آثارًا جانبية ضارة مثل السمنة وداء كوشينغ وترقق العظام. تستعمل الكورتيكوستيرويدات أيضًا لعلاج أمراض المناعة الذاتية مثل البهاق والثعلبة وأيضًا لعلاج الأمراض الجلدية المختلفة مثل الصدفية.

العلاجات بالحقن

تستعمل في هذا النمط من العلاج أدوية بيولوجية تعطى حقنًا في الجلد وتؤدي إلى تثبيط الاستجابة المناعية المفرطة وتقليل الالتهاب، كما يمكن أن تستعمل الكورتيكوستيرويدات على شكل حقن للحصول على نتيجة أسرع وأكثر فعالية كذلك.

الأدوية البيولوجية مثل Dupixent و Adbry

الأدوية البيولوجية مثل Dupixent و Adbry هي أدوية تعطى على شكل حقن وتستعمل لعلاج أعراض الأكزيما عند البالغين والأطفال الأكبر من 6 سنوات الذين لا يستطيعون تناول أدوية من أنواع أخرى أو لم تتحسن حالتهم مع العلاجات الموضعية أو الدوائية، كما أنه مستخدم لتحسين أعراض الربو عند الأطفال الأكبر من 6 سنوات عندما لا تتحسن أعراضهم بالأدوية الأخرى. تستطيع هذه الأدوية تعديل استجابة الأجسام المضادة الموجودة في الجسم والتي ينتجها الجهاز المناعي وتقوم بإحداث رد الفعل المناعي. من خلال تحييد أثر هذه الأجسام المضادة، وتثبيط تأثير بعض المركبات الأخرى في الجسم، تقوم هذه الأدوية بكبح الاستجابة المناعية المفرطة وعلاج أعراض الاكزيما.

العلاجات عن طريق الفم

العلاجات عن طريق الفم خيار علاجي آخر إلى جانب العلاجات الموضعية والحقن، ويتم تقديم العلاج في هذه الحالة عن طريق أقراص دوائية يتم تناولها فمويا.توجد مجموعة من الأدوية التي تستخدم عن طريق الفم لعلاج الاكزيما، والتي تتضمن:

مثبطات المناعة

مثبطات المناعة هي مجموعة من الأدوية التي تعمل على كبح استجابة الجهاز المناعي المفرطة التي هي أهم أسباب مرض الأكزيما، بما يؤدي إلى توقف تطور الأعراض ومن ثم تراجعها. مثبطات المناعة من الأدوية ذات التأثيرات الجانبية السيئة، والتي لا توصف إلى للحالات الشديدة من الاكزيما. يعتبر دواء سيكلوسبورين هو الدواء الأكثر شيوعًا لعلاج الاكزيما عن طريق الفم، وهو كذلك الدواء المختار للعلاجفي حالات أمراض المناعة الذاتية وعند مرضى زراعة الأعضاء. كما يمكن في الحالات الأشد استخدام أدوية مثل ميثوتركسات وميكوفينولات.

مثبطات  JAK

مثبطات JAK هي أدوية معطلة لاستجابة الجهاز المناعي من خلال تعطيل بروتين وسيط يسمى Janus kinase وهو من المركبات التي تساهم في حدوث الاستجابة المناعية المفرطة. تسؤدي هذه الأدوية إلى ضعف استجابة الجهاز المناعي، كما تقلل من الالتهاب وتساهم في تخفيف أعراض الحكة والاحمرار والتسمك في الجلد. إلا أن لهذه الأدوية مخاطر محتملة في التسبب ببعض أنواع السرطان وكذلك زيادة خطر حدوث الجلطات وتخثر الدم، ولذلك يجب الحذر في استخدامها وتقدير الجرعات بشكل صحيح.

الأدوية الجهازية التقليدية

تتضمن هذه الأدوية بعض الأنواع التقليدية من الأدوية، والتي لا تهدف إلى علاج الأكزيما بحد ذاتها، إنما تهدف إلى علاج بعض الأعراض والوقاية من مضاعفات الاكزيما، وتتضمن الأدوية الجهازية التقليدية كلًّا من:

• المضادات الحيوية للوقاية من حدوث العدوى والتعرض للبكتيريا والأمراض الجلدية المعدية نتيجة دخول البكتيريا بسبب خدش الجلد وجرحه.
• مضادات الهيستامين لتخفيف الحكة، حيث تعمل هذه الأدوية كمضادات للحساسية وتساعد في تقليل الحكة والتحسس وتفيد في تحسن جودة النوم خلال الليل عند تناولها.

الكورتيكوستيرويد

من الممكن علاج الاكزيما بالكورتيكوستيرويد عن طريق الفم، حيث يمكن إعطاء الكورتيزون أو بريدنيزولون أو هيدروكورتيزون على شكل أقراص دوائية فموية. يستفاد من الكورتيكوستيرويد الفموي للحصول على تأثير جهازي شامل للدواء في الحالات التي تكون فيها الاكزيما شديدة ومنتشرة على مساحات كبيرة من الجسم.

العلاج بالضوء

العلاج بالضوء هو طريقة لعلاج الأكزيما من خلال تعريض المناطق المصابة إلى نوع خاص من الضوء الذي له طاقة محددة مسبقًا. تستخدم الأشعة فوق البنفسجية في العلاج بالضوء، حيث يمكن أن تساعد الأشعة فوق البنفسجية (UV) في علاج حالات الأكزيما المتوسطة والشديدة. تفيد الأشعة فوق البنفسجية في كبح الاستجابة المناعية المفرطة للجسم، لكن لها آثارًا جانبية ضارة ولذلك تستخدم بأقل جرعة ممكنة مع مراقبة الجلد والبشرة بعناية بعد العلاج بالضوء.

تحرير: علاجك الطبية©