ما هو سرطان الرحم وما أسبابه وطرق علاجه؟

ما هو سرطان الرحم؟

سرطان الرحم أو سرطان باطن الرحم Endometrial cancer هو أحد أنواع سرطانات الجهاز التناسلي الأنثوي التي تصيب الرحم عند النساء، وهو ورم خبيث قد يسبب مجموعة من الأعراض المزعجة بعد وصوله إلى حجم معين، وقد يخترق الرحم وينتقل إلى أعضاء أخرى إذ لم يتم تشخيصه وعلاجه في الوقت المناسب.

ينشأ سرطان باطن الرحم في الطبقة الداخلية للرحم، والذي يتألف من ثلاث طبقات، هي البطانة أو الطبقة الداخلية للرحم، والطبقة العضلية المتوسطة، والطبقة الخارجية التي تسمى الطبقة المصلية. والسبب في أن السرطان يصيب بطانة الرحم هو أن هذه الطبقة تتعرض لقدر كبير من التغيرات خلال الدورية الشهرية كل شهر، إذ تتكاثر وتنمو بشكل كبير في القسم الأول من الدورة الشهرية ثم تسقط في نهايتها في حالة عدم حدوث الحمل.

في أغلب الحالات يتم اكتشاف سرطان الرحم في مراحله الباكرة بسبب الأعراض التي يسببها، والتي يعتبر النزيف المهبلي أهمها. وفي حالة اكتشاف السرطان في الرحم في وقت باكر فإنه قابل للعلاج عن طريق استئصال الرحم جراحيًّا.

أسباب الإصابة بسرطان الرحم

يبدأ سرطان الرحم بالتطور لدى المرأة عندما تتعرض خلايا بطانة الرحم إلى تغيرات تلحق الضرر بحمضها النووي، نتيجة لهذه التغيرات تصبح الخلايا المتضررة غير قابلة للموت، كما تصبح غير مستجيبة للعوامل الموقفة لنمو الخلايا وتكتسب قدرة لا نهائية وسريعة على التكاثر، يسبب ذلك نمو الورم ضمن الرحم وظهور الأعراض بعد فترة.

ما تزال الأسباب الدقيقة وراء حدوث السرطان في الرحم غير واضحة، إلا أن بعض العوامل ترتبط مع زيادة خطر الإصابة بشكل واضح، وتتضمن عوامل الخطر:

• اختلال توازن الهرمونات: تؤثر الهرمونات الأنثوية بشكل كبير على بطانة الرحم، فبينما يسبب الإستروجين تكاثر الخلايا فإن البروجسترون يكبح هذا التكاثر، ويسبب اختلال التوازن بينهما لصالح الإستروجين زيادة الخطر.
• العوامل الوراثية: قد يكون للوراثة دور في زيادة خطر الإصابة بسرطان الرحم، إذ يزداد الخطر في حالة وجود إصابة سابقة لدى أحد أفراد العائلة.
• السمنة: قد تزيد السمنة وزيادة الوزن من خطر الإصابة بسرطان الرحم، والسبب هو أن الخلايا الدهنية تعمل على إنتاج هرمون الإستروجين الذي يؤدي لزيادة الخطر.
• العلاج الهرموني لسرطان الثدي: يعالج سرطان الثدي بدواء مضاد لمستقبلات الهرمونات الأنثوية يسمى التاموكسيفين، ويعتبر هذا العلاج عامل خطر يساهم في زيادة فرصة الإصابة بسرطان الرحم.
• سن اليأس: يزيد خطر الإصابة بسرطان الرحم بعد سن اليأس ومع التقدم في السن، عندما يتوقف الجسم عن إنتاج الاستروجين ويصبح التوازن الهرموني غير مستقر.
• عدم الحمل: خطر الإصابة بهذا السرطان أعلى عند النساء اللواتي لم تحملن مطلقًا مقارنة مع النسوة اللواتي حملن وأنجبن.
• البلوغ المبكر واليأس المتأخر: يترافق البلوغ قبل عمر 12 سنة وتأخر سن اليأس مع زيادة الخطر بسبب نشاط بطانة الرحم الزائد.

أعراض سرطان الرحم

يسبب سرطان بطانة الرحم ظهور أعراض مبكرة في مراحله الأولى، ويساعد ذلك بشكل كبير في اكتشاف الإصابة في الوقت المناسب وعلاجها. وتتضمن الأعراض التي قد يسببها سرطان الرحم:

• النزيف المهبلي بعد انقطاع الدورة الشهرية.
• النزيف في الفترات الفاصلة بين دورة وأخرى لدى السيدات قبل سن اليأس.
• الألم في الحوض وآلام في أسفل البطن.
• في بعض الحالات قد تظهر مفرزات مهبلية بيضاء اللون.

من الضروري المبادرة بزيارة الطبيب عند ظهور واحد أو أكثر من هذه الأعراض، وبشكل خاص بعد عمر 40 سنة. سوف يعمل الطبيب على إجراء الاختبارات والفحوصات الضرورية التي تساعد في تشخيص سرطان الرحم أو نفي الإصابة به.

أنواع سرطان الرحم

لسرطان الرحم بشكل رئيسي نوعان، وهما:

• سرطان بطانة الرحم: وهو النوع الأكثر شيوعًا، والذي يصيب خلايا الطبقة الداخلية للرحم نتيجة لتكاثرها المستمر وتعرضها لكثير من التغيرات.
• الساركوما الرحمية: الساركوما هو نوع الأورام الخبيثة التي تصيب الخلايا العضلية والعظمية. وتنشأ الساركوما الرحمية في الطبقة العضلية للرحم على شكل كتلة كبيرة الحجم تسبب الإحساس بوجود ثقل في الحوض. هذا النوع نادر مقارنة مع سرطان باطن الرحم، لكنه أكثر خطرًا.

مضاعفات ومخاطر الإصابة بسرطان الرحم

قد يؤدي سرطان الرحم عند التأخر في اكتشافه وعلاجه إلى عدد من المضاعفات التي تتضمن:

• انتشار السرطان: في حالة عدم الكشف المبكر عن سرطان الرحم وعدم علاجه في مراحله المبكرة، فقد ينتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل المبيضين أو الأمعاء أو الرئتين، وهو ما يزيد من صعوبة العلاج ويقلل فرص الشفاء.
• العقم: في حالة الحاجة لاستئصال الرحم عند حدوث الإصابة لدى امرأة في سن الإنجاب.
• مشاكل في الجهاز البولي: قد يسبب انتقال الورم إلى أجزاء الجهاز البولي كالمثانة عدة مشاكل في الجهاز البولي، مثل كثرة مرات التبول والإلحاح البولي والبول المدمى.
• الآثار الجانبية للعلاج: عند الحاجة للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي فإن هذه العلاجات سوف تسبب عدة مضاعفات مثل تساقط الشعر وسوء التغذية، وقد تزيد من خطر الإصابة بأورام أخرى في المستقبل.
• إصابة العظام: قد ينتقل الورم إلى عظام الحوض أو فقرات أسفل الظهر، ما قد يؤدي إلى آلام العظام والكسور المرضية وعدد من المشاكل الأخرى.

اقرأ أيضًا: دليل شامل حول علاج سرطان العظم في تركيا

تشخيص سرطان الرحم

يتطلب تشخيص سرطان الرحم عدة إجراءات، أهمها:

• الفحص البدني: يتضمن فحص منطقة الحوض والرحم باستخدام اليدين للكشف عن أي تغيرات غير طبيعية والبحث عن كتل غير طبيعية.
• التصوير بالأمواج فوق الصوتية: يتيح هذا النوع من التصوير معاينة الرحم بشكل دقيق وبتفاصيل جيدة ويمكن من خلاله رؤية الأورام والكتل الموجودة في الرحم.
• تصوير الرحم التبايني: هو تقنية تصوير تتضمن حقن مادة تباين ضمن الرحم وإجراء صورة بالأشعة السينية، تتيح هذه التقنية رؤية الأورام في الرحم.
• التصوير المقطعي المحوسب CT: يستخدم لدراسة حجم وامتداد الورم وتقييم انتشاره إلى الأنسجة المجاورة للرحم.
• الخزعة: الخزعة هي الطريقة الأفضل لتشخيص أي نوع من أنواع السرطان. تجرى الخزعة من خلال أخذ قطعة من الورم يتم الحصول عليها باستخدام أدوات خاصة، ويتم دراسة هذه العينة في المختبر لمعرفة نوعها.

علاج سرطان الرحم

يتم تحديد طريقة العلاج المناسبة لسرطان الرحم حسب حجم الورم ومدى انتشاره إلى الجوار وما إذا كان قد انتقل إلى أي مكان آخر بعيد في الجسم. قد يتم استخدام أكثر من طريقة من طرق العلاج معًا، وتتضمن المعالجة بشكل عام:

• استئصال الرحم: عادة ما يستوجب سرطان الرحم استئصال الرحم عند السيدات المتقدمات في السن. أما عند من ترغب بالإنجاب فقد يحاول الطبيب الحفاظ على الرحم فقط إذا كان حجم الورم يسمح بذلك.
• العلاج الكيميائي: يتضمن إعطاء جرعات متعددة من الأدوية التي تتضمن مجموعة من الأدوية السامة للخلايا، والتي تقتل خلايا الورم وتمنع تكاثرها
• العلاج الإشعاعي: يجرى عن طريق توجيه مجموعة من حزم الأشعة متعددة الاتجاهات نحو مركز الورم، وفق تقييمات وفحوصات مأخوذة مسبقًا وباستخدام جهاز أشعة خاص، وتعمل الأشعة ذات الطاقة المرتفعة على قتل الخلايا.

نصائح للحد من خطر الإصابة بسرطان الرحم

للوقاية من سرطان الرحم ينصح خبراء علاجك الطبية باتباع التوصيات التالية:

• الحفاظ على الوزن الصحي وتجنب السمنة.
• الالتزام بنمط حياة صحي يشمل النظام الغذائي الصحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام واستمرار.
• تجنب التغيرات الهرمونية وما يؤدي إليها مثل أدوية منع الحمل الهرمونية.
• الحمل والولادة يعتبران عوامل وقاية من سرطان الرحم.
• الفحص الدوري والمراجعة المتكررة للطبيب بهدف الكشف المبكر في حالة الإصابة.

لخدمات العلاج في تركيا استشر علاجك الطبية

توفر علاجك الطبية في مراكزها المتخصصة بعلاج الأورام في تركيا أفضل طرق العلاج لسرطان باطن الرحم وأنواع السرطان الأخرى. مع نخبة من الأطباء أصحاب الخبرة، ومجموعة من أفراد الطاقم الطبي الأفضل والأكثر مهارة فإنكم تأتمنون الشخص الصحيح على سلامتكم. إن عيادات علاجك الطبية كذلك متطورة وحديثة ومجهزة بأفضل وسائل وتقنيات التصوير الشعاعي والتشخيص والمختبرات الطبية المتطورة، زيادةً عليها وسائل العلاج الأحدث وذات الفعالية الأعلى.

إذا كانت تدور في ذهنكم أية تساؤلات فإن فريق علاجك الطبية للاستشارات متوفر للإجابة عنها. كما تساعدكم فرقنا في حجز المواعيد ومتطلبات الزيارة الأخرى مثل وسائل النقل والحجوزات والترجمة الطبية. وتقدم علاجك خدماتها المتنوعة والعديدة مقابل تكلفة مناسبة ومدروسة.

تحرير: علاجك الطبية©