هل من الممكن علاج تخلخل الأسنان؟

يعتبر تخلخل الأسنان عند الأطفال مسألة شبه عادية خاصة في فترة التبديل، لكن هذه الظاهرة لدى الكبار تعد مؤشرا على مرض آخر يجب الاهتمام به. تعرف على أسباب تخلخل الأسنان وأهم طرق علاجه وكذلك سبل الوقاية منه.

ما هو تخلخل الأسنان؟

تخلخل الأسنان هو قابلية أحد الأسنان الدائمة لدى الشخص البالغ للتحرك إذ لا يكون السن المصاب بالتخلخل متينًا أو ثابتًا ويمكن أن يسقط. يحدث تخلخل الأسنان بسبب فقدان السن للعناصر التي تدعمه وتثبته، ويمكن عندها تحريكه باليد أو عند الأكل وهو ما يزيد من ضعف السن. يسبب تخلخل الأسنان صعوبة في القضم والأكل، ويكون في الغالب عرضًا لأمراض يجب البحث عنها ومعالجتها لتجنب تعرض المريض لمزيد من الضرر إذ أن تخلخل الأسنان لدى البالغين لا يحدث بشكل طبيعي دون وجود عوامل تقوم بإضعاف الأنسجة الداعمة للأسنان وتلحق الضرر بها، قد يلاحظ تخلخل الأسنان عند تفريش الأسنان أو أثناء الفحص لدى طبيب الأسنان، وقد ترافق أعراض أخرى تخلخل الأسنان، منها نزيف اللثة وتورم اللثة واحمرارها وكذلك انحسار اللثة.

تخلخل الاسنان بالانجليزي

تطلق تسمية Tooth Mobility أو مصطلح Loose Teeth على حالة تخلخل الأسنان في اللغة الإنجليزية.

تخلخل الاسنان عند الاطفال

إن تخلخل الأسنان عند الأطفال أمر طبيعي يحدث عند انتهاء عمر الأسنان اللبنية وظهور الأسنان الدائمة ولا يترافق عادة مع مشاكل في اللثة أو الأنسجة الداعمة للأسنان أو أمراض أخرى. لكن عند وجود التهاب في اللثة أو التهاب دواعم السن لدى الطفل والتي تحدث بسبب إهمال العناية بالفم والأسنان أو بسبب ضعف جهاز المناعة لدى الطفل يمكن أن يتم الخلط بين تخلخل الأسنان الطبيعي لدى الطفل وبين الإصابة بتخلخل الأسنان. وبينما أن تخلخل الأسنان عند الأطفال يكون في معظم الحالات طبيعيًّا ولا يدعو إلى القلق فإنه لدى البالغين حالة تستوجب العناية الطبية بشكل فوري لفحص الفم والأسنان والبحث عن الأمراض التي تلحق الضرر بالأنسجة الداعمة للأسنان وعلاجها وتقديم العلاج اللازم للأسنان المصابة بالتخلخل.

ما هي أسباب تخلخل الأسنان عند البالغين؟

يتم تثبيت الأسنان في أماكنها عن طريق مجموعة من العناصر الداعمة التي تدعى دواعم الأسنان أو الأنسجة الداعمة للأسنان، والتي تتضمن اللثة وعظام الفك والأربطة الليفية التي تثبت جذر السن في عظام الفك. يحدث تخلخل الأسنان عند ضعف أو فقدان واحد أو أكثر من دواعم السن إذ تفقد الأسنان عوامل التثبيت، وتوجد عدة أسباب وأمراض يمكن أن تسبب تضرر الأنسجة الداعمة للأسنان والتي تتضمن:

أمراض دواعم السن واللثة

تمثل أمراض دواعم السن واللثة السبب الأكثر شيوعًا لتخلخل الأسنان وتساقطها، تتضمن هذه الأمراض التهاب اللثة المتقدم والتهاب دواعم السن وانحسار اللثة. تحدث أمراض دواعم السن واللثة بشكل أساسي بسبب إهمال العناية بصحة الفم ونظافة الأسنان التي تسبب تراكم البلاك وجير الأسنان على اللثة وتكاثر البكتيريا بين اللثة والأسنان، إضافة إلى مجموعة أسباب أخرى تتضمن التدخين وشرب الكحول وسوء التغذية. عند إصابة اللثة ودواعم السن بالالتهاب وتركها دون علاج فإن ذلك سوف يؤدي إلى تخلخل الأسنان الذي ينتهي بسقوطها وخسارتها.

التقدم في السن

التقدم في السن من الأسباب الطبيعية لتخلخل الأسنان، عند التقدم في السن فإن اللثة تصبح أضعف وأكثر هشاشة كما تصاب الأربطة التي تثبت الأسنان بالضعف، إضافة إلى تراجع طبقة الملاط التي تحمي جذور الأسنان، والنقص في كثافة عظام الفك وضعفها وهشاشتها وبذلك فإن الأنسجة الداعمة للأسنان تفقد قوتها ولا تعود قادرة على تثبيت الأسنان بشكل مثالي، كما أن جهاز المناعة يصبح أضعف عند التقدم في السن ويجعل المريض أكثر عرضةً للإصابة بالتهاب اللثة ودواعم السن التي تعتبر السبب الأهم في تخلخل الأسنان.

مرض هشاشة العظام

تعتبر عظام الفك السفلي والعلوي والعظم السنخي من الأنسجة الداعمة للأسنان إذ أنها تثبت جذر السن في المحفظة العظمية الصلبة المخصصة له، عند الإصابة بهشاشة العظام لا تكون كثافة العظام وقوتها كافيةً لتثبيت الأسنان والحفاظ على متانتها ونتيجة لذلك يمكن أن تصاب بالتخلخل. يمكن أن تحدث هشاشة العظام نتيجة التقدم في السن أو بسبب اضطرابات الهرمونات أو بسبب سوء التغذية، كما تحدث بسبب نقص الكالسيوم في الدم والتدخين كذلك.

تعرف على أهم 12 عنصر غذائي لصحة اللثة

الحمل

تسبب التغيرات الهرمونية أثناء الحمل تغييرًا في الأنسجة الداعمة للأسنان، إذ تصبح اللثة أضعف وتتورم وربما تصاب بنزيف اللثة، كما تسبب زيادة هرمون الإستروجين لدى المرأة الحامل نقصًا في كثافة العظام وهشاشتها ونتيجة لذلك يمكن أن تصاب الأسنان بالتخلخل عند الحمل، عادة ما يكون تخلخل الأسنان الذي يحدث بسبب الحمل مؤقتًا وينتج عن الضعف المؤقت في أنسجة دواعم السن وتعود الأسنان إلى طبيعتها وثباتها بعد انتهاء الحمل.

أسباب أخرى

يمكن أن يحدث تخلخل الأسنان بسبب مجموعة متنوعة من الأسباب، تتضمن هذه الأسباب التدخين والتعرض للإصابات والرضوض على الفكين مثل حالات السقوط أو التعرض لضربة أو حادث، في هذه الحالة تتعرض الأربطة التي تثبت الأسنان للضرر وتصاب بالارتخاء وتفقد قوتها. عندما يكون المريض مصابًا بصرير الأسنان كذلك فإنه من المحتمل أن يتعرض لتخلخل الأسنان بسبب الضغط الكبير الذي تتعرض له أسنانه، إذ أن المريض يضغط على أسنانه بشكل شديد لا إراديًّا أثناء النوم أو أثناء النهار، وقد يحدث تخلخل الأسنان وسقوطها العفوي ضمن أعراض بعض حالات السرطان مثل سرطان الجيوب الأنفية وسرطان الجيب الفكي للأنف تحديدًا.

علاج تخلخل الاسنان عند الكبار

قد يكون تخلخل الأسنان خفيفًا أو قابلًا للإصلاح في بعض الحالات، بينما لا يمكن استرجاع ثبات الأسنان المصابة بالتخلخل في حالات أخرى، ويتم تحديد طريقة العلاج المناسبة بناء على إمكانية الحفاظ على الأسنان أو عدمها وبناء على المرض المسبب لتخلخل الأسنان.

الطرق الطبية

يقوم طبيب الأسنان العام عادةً بتطبيق العلاج المناسب لحالة تخلخل الأسنان، ويمكن اللجوء إلى طبيب متخصص في حالات أخرى. في الحالات التي يكون تخلخل الأسنان فيها ناتجًا عن التهاب اللثة، وهي معظم الحالات، سيقوم الطبيب أولًا بإجراء تنظيف الأسنان وصقل جذورها من أجل إزالة البلاك وجير الأسنان والتخلص من البكتيريا وإعادة تثبيت اللثة على الأسنان بشكل ملائم. وتتضمن طرق علاج تخلخل الأسنان حسب شدة المرض:

• جراحة السديلة: في هذه الجراحة يقوم الطبيب بشق اللثة وكشف جذور الأسنان لإجراء التنظيف العميق وصقل الجذور، ثم يقوم بعد ذلك بسحب اللثة إلى الأعلى لتغطي جذور الأسنان بشكل تام ويقوم بخياطتها باستخدام الخيوط الجراحية، ويمكن الوقاية من فقدان الأسنان بهذه الطريقة.
• الطعوم العظمية: تجرى هذه العملية في حالات تآكل عظام الفك من أجل ترميمها، يقوم الطبيب بزرع طعوم عظمية مأخوذة من منطقة أخرى من جسم المريض أو طعوم مصنوعة من مواد مخصصة للتطعيم في عظام الفك بهدف استعادة قوة العظام وهو ما يفيد في تثبيت الأسنان والوقاية من تساقطها.
• جبائر الأسنان: يتم استخدام هذه الطريقة إذا كان السن المتحرك متصلًا مع اللثة ولم ينفصل عنها، في هذه الحالة يتم تثبيت السن المتحرك إلى الأسنان المجاورة له باستخدام جبيرة معدنية تمنع السن من الحركة وتحافظ على قوته.
• تعديل الإطباق: يتم تعديل إطباق الأسنان وشكل عضة المريض في هذه العملية من خلال إزالة جزء صغير من مينا الأسنان بحيث يتم تقليل الضغط على الأسنان ويسمح بشفاء التخلخل وعودة الثبات إلى الأسنان، وهو خيار علاجي مناسب في حالات صرير الأسنان.
• قلع الأسنان: في الحالات التي يكون فيها السن المصاب بالتخلخل ضعيفًا ولا يمكن الحفاظ عليه من خلال الإجراءات السابقة فمن الممكن استخراجه والاستعاضة عنه إما بجسر أو بزراعة الأسنان، جسور الأسنان ملائمة عندما يكون عدد الأسنان المصابة بالتخلخل والمفقودة قليل، بينما تكون زراعة الأسنان خيارًا أفضل في حالة خسارة عدد كبير من الأسنان.

علاج تخلخل الاسنان في المنزل

يحتاج علاج تخلخل الأسنان إلى عناية طبية تخصصية، ولكن يمكن تخفيف الحالة باستخدام بعض العلاجات المنزلية، تتضمن هذه الإجراءات:

• المضمضة بالماء والملح: يعتبر الماء والملح مطهرًا طبيعيًّا للفم واللثة والأسنان، عند المضمضة بالماء والملح يتم التخلص من البكتيريا المتراكمة على اللثة أو بين اللثة والأسنان وإزالتها، كما يمكن تخفيف تورم اللثة والتهاب اللثة وتساعد هذه الطريقة على شد اللثة وزيادة ارتباطها بالأسنان وتقوية الأسنان المصابة بالتخلخل.
• الكركم والفلفل الأسود: هذه المواد الطبيعية فعالة وذات فائدة في تقوية وشد الأسنان المصابة بالتخلخل، يمكن استخدامها عن طريق وضع كميات متساوية من الكركم والفلفل الأسود وفركها برفق على المنطقة المصابة ثم غسيل الفم والمضمضة بالماء.
• المحاليل المطهرة التي تحوي بيروكسيد الهيدروجين: بيروكسيد الهيدروجين من المطهرات الفعالة في القضاء على البكتيريا والميكروبات، إذ يقوم بإزالة البكتيريا من محيط الأسنان المصابة بالتخلخل ويمنع حدوث العدوى والالتهاب.

الوقاية من تخلخل الأسنان مع علاجك الطبية

تحدث غالبية حالات تخلخل الأسنان بسبب إهمال العناية بصحة الفم والأسنان وعدم الاهتمام بالنظافة الفموية والإعراض عن زيارة طبيب الأسنان، للوقاية من تخلخل الأسنان يجب اتباع الإرشادات التالية:

• تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين على الأقل في اليوم وتنظيف الأسنان بعد الوجبات برفق وباستخدام فرشاة ناعمة.
• تنظيف الأسنان بالخيط مرة على الأقل لمنع بقايا الطعام والبلاك من التراكم بين الأسنان.
• استخدام الغسولات الفموية المطهرة أو المضمضة بالماء والملح للتخلص من البكتيريا والميكروبات ومنعها من التكاثر وإحداث الالتهاب.
• تجنب التدخين والإقلال من المشروبات والمواد الحامضة والحلويات.
• زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري من أجل الفحص وإجراء تنظيف الأسنان والتأكد من سلامة اللثة ودواعم الأسنان من الأمراض والالتهاب.

تحرير: علاجك الطبية©

المصادر: