ما هي أضرار عملية تكميم المعدة وآثارها الجانبية؟

تساعد عملية تكميم المعدة في إنقاص الوزن، ولكن هناك أيضًا أضرار قد ترافق عملية تكميم المعدة يجب أن تكون على دراية بها. فيما يلي نضع بين يديك جميع الأضرار والآثار الجانبية المحتملة.

أضرار تكميم المعدة

عملية تكميم المعدة من الإجراءات التي يتم اللجوء إليها في حالات السمنة المفرطة بهدف إنقاص الوزن، حيث يتم في هذه العملية إنقاص سعة المعدة بحيث لا تستوعب إلا قدرًا قليلًا من الطعام. كن عملية تكميم المعدة، كما هو الحال في جميع عمليات السمنة الأخرى، محفوفة بالمخاطر. تحتمل عملية تكميم المعدة عددًا من الآثار الجانبية والمخاطر والمضاعفات على المدى القصير وعلى المدى الطويل.

أولاً: أضرار تكميم المعدة على المدى القصير

الآثار الجانبية لتكميم المعدة على المدى القصير هي بشكل رئيسي مخاطر التخدير الجراحة وما يترتب عليها من ضرر للجسم وأعضائه الداخلية، إلى المضاعفات التي تنتج عن الجراحة خلال مرحلة الشفاء. تتضمن أبرز الآثار الجانبية على المدى القصير لعملية تكميم المعدة كلًّا مما يلي:

نزيف شديد

تحتوي منطقة البطن على شرايين كبيرة الحجم ومسؤولة عن تغذية القسم الأكبر من الجسم إضافة إلى الأوردة التي ترافق هذه الشرايين. كما أن المعدة والأمعاء ترتبط بعدد من الشرايين الكبيرة التي يشكل إلحاق الضرر بها خطرًا على حياة المريض. قد يؤدي إلحاق الضرر بالشرايين الكبيرة المرتبطة بالمعدة والأمعاء أثناء قطع المعدة والأمعاء جراحيا في عملية تكميم المعدة، أو تأذي أي من الأوعية الدموية الموجودة في البطن أثناء الجراحة إلى حدوث نزيف شديد يهدد حياة المريض ويمكن أن يودي بها إذا لم يتم إيقافه بشكل فوري.

ردود الفعل السلبية للتخدير

في أبسط العمليات الجراحية يشكل التخدير خطرًا على حياة المريض ولو كان بنسبة ضئيلة، ويكون هذا الخطر أكبر في عملية تكميم المعدة بسبب الوزن الزائد عند المريض. قد يؤدي عدم تحمل الجسم لجرعات التخدير خلال ساعات عملية تكميم المعدة، أو وجود حساسية عند المريض تجاه واحد من أدوية التخدير، إلى ظهور ردود أفعال مهددة للحياة، تتضمن انخفاض الضغط الشديد وتسرع النبض وتوقف التنفس، ولذلك يجب تقدير مخاطر التخدير بشكل جيد في عملية تكميم المعدة واتخاذ التدابير الوقائية بما يناسب ذلك.

جلطات الدم

يمكن أن يؤدي العمل الجراحي الكبير على قسم واسع من المعدة والأمعاء إلى زيادة خطر حدوث جلطات الدم، كما أن الجلوس في السرير لفترة طويلة خلال مرحلة الشفاء يمكن أن يزيد خطر حدوث جلطات الدم في أوردة الساقين بسبب ركودة الدم التي تسببها قلة الحركة. هذه الجلطات يمكن أن تسبب الألم والاحمرار والوذمات في الساقين وقد تؤدي إلى حدوث تقرحات، كما يمكن ان تتحرر الجلطات من مكانها وتصعد إلى القلب وتعبر منه إلى الرئة.

مشاكل في الرئة أو التنفس

يمكن أن تحدث المشاكل التنفسية خلال عملية تكميم المعدة أو بعدها نتيجة لعدد من الأسباب، حيث يمكن أن يؤدي التخدير خلال العملية إلى توقف التنفس أو نقص كفاءة التنفس، وكذلك فإن السمنة المفرطة عند المريض تزيد من خطر مشاكل التنفس أثناء العملية. وقد تحدث المشاكل الرئوية والتنفسية بسبب الجلطات التي تأتي إلى الرئتين من الأوردة العميقة في الأطراف، والتي تتشكل بسبب ركودة الدم في الأطراف بسبب الجلوس في السرير لفترات طويلة. يمكن أن تسبب الجلطات في الرئة أعراضًا تبدأ من ضيق التنفس وألم الصدر وصولًا إلى السعال المترافق مع الدم وموت نسيج الرئة وقد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات.

تسربات من حافة المعدة المقطوعة

خلال عملية تكميم المعدة يتم قطع حافة المعدة الجانبية وإزالة الجزء الأيسر من المعدة ثم إعادة خياطة المعدة لتصبح بشكل الأنبوب. وإن التسريب من حواف الخياطة من المضاعفات الشائعة بشكل كبير في العمليات الجراحية على الجهاز الهضمي. يمكن أن يحدث التسريب من حافة المعدة المقطوعة إلى جوف البطن وهو ما يؤدي إلى خروج مفرزات المعدة الحامضية والبكتيريا إلى جوف البطن وحدوث العدوى والالتهاب الشديد الذي يمثل حالة إسعافية تحتاج إلى العلاج المكثف بالمضادات الحيوية.

اضراب نبض القلب

يمكن أن تزيد الجراحة الكبيرة خطر الإصابة باضطرابات نظم القلب وخصوصًا الرجفان الأذيني، ويحدث ذلك عادةً بسبب جرعات التخدير والأدوية المستخدمة خلال العملية، إضافة إلى حالة الشدة التي يتعرض لها الجسم والألم الذي يحدث بعد زوال أثر أدوية التخدير.

ثانياً: أضرار تكميم المعدة على المدى البعيد

من المتوقع في الحالة الطبيعية أن يحدث نقص الوزن على المدى البعيد بعد عملية تكميم المعدة، ولكن ليس بالضرورة أن تنجح العملية وتحقق الهدف الذي أجريت من أجله. يمكن أن تسبب عملية تكميم المعدة على المدى البعيد مجموعة من المضاعفات المهمة والتي تؤثر على الصحة العامة للجسم وعلى نوعية حياة المريض، والتي تتضمن:

انسداد الجهاز الهضمي

تغير عملية تكميم المعدة شكل الجهاز الهضمي، حيث تجعل المعدة أضيق وتقلل مساحتها، يحمل هذا التغيير عدة مخاطر منها حدوث انسداد في الجهاز الهضمي، حيث يمكن أن يؤدي وجود أي عائق صغير في المعدة إلى حدوث الانسداد الذي سوف يسبب الغثياء والإقياء والألم البطني ويحتاج إلى التدخل الإسعافي لعلاجه.

فتق

الفتق هو حالة يخرج فيها أحد أحشاء البطن عبر منطقة ضعيفة من النسيج أو العضلات، وقد يحدث الفتق بعد أي عملية جراحية على البطن. قد تؤدي عملية تكميم المعدة إلى ضعف في منطقة الشق الجراحي في البطن، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى حدوث فتق وخروج جزء من الأمعاء عبره في وقت لاحق.

الارتجاع المعدي

الارتجاع المعدي المريئي هو عودة محتويات المعدة الحامضية إلى أنبوب المرئ الموجود في الصدر فوق الحجاب الحاجز، في الحالات الطبيعية فإن عبور المرئ ضمن الحجاب الحاجز، مع العضلة العاصرة السفلية للمرئ يمنع حدوث الارتجاع. أما عند إجراء عملية تكميم المعدة فإن هذه العضلة تصبح أقل كفاءة بالإضافة امتلاء المعدة بشكل مفرط بعد تصغير حجمها، ما يؤدي إلى حدوث الارتجاع المعدي.

انخفاض نسبة السكر في الدم (نقص السكر في الدم)

يعاني قسم من المرضى الذين يخضعون لعملية تكميم المعدة من حالات مستمرة من نقص السكر في الدم بعد قرابة سنة من إجراء الجراحة. ويحدث ذلك بسبب تحرر هرمون الأنسولين عند تناول الطعام، والذي يقوم بتخفيض نسبة السكر في الدم. في الحالات الطبيعية فإن كمية الطعام التي تتناولها تكون كافية للحفاظ على مستوى طبيعي لسكر الدم، أما في عملية تكميم المعدة فإن حجم المعدة لا يتسع إلا لكمية قليلة من الطعام لا تكفي لرفع نسبة السكر في الدم.

سوء التغذية

يمكن أن يحدث سوء التغذية بشكل شائع عند المرضى الذين يخضعون لعملية تكميم المعدة، والسبب هو عدم قدرتهم على تناول كميات تكفي حاجتهم من الطعام بسبب عدم استعياب المعدة إلا لمقدار نصف كوب من الطعام فقط. وبالتالي يظهر عند المريض عدد من المشاكل مثل نقص الفيتامينات والمعادن وفقر الدم وضعف العضلات.

التقيؤ

يعاني عدد من المرضى من حالات متكررة من التقيؤ بعد فترة من إجراء عملية تكميم المعدة، حيث يؤدي تصغير حجم المعدة وجعلها بشكل الكم أو الأنبوب إلى امتلائها بشكل سريع، وربما تمتلئ المعدة أكثر من الحد الذي تقدر على هضم الطعام معه وهو ما يؤدي إلى حدوث التقيؤ بشكل متكرر، يعتبر الغثيان والتقيؤ من أكثر المضاعفات شيوعا في عملية تكميم المعدة.

حصيات المرارة

حصيات المرارة من المضاعفات الشائعة في جميع عمليات السمنة، والتي تحدث بسبب ركودة مفرزات المرارة التي تسببها قلة كميات الطعام المتناولة، ولهذا السبب فإن كثيرا من المرضى الذين يخضعون لعملية تكميم المعدة يحتاجون إلى إزالة المرارة بعد فترة من الزمن.

التصاقات البطن

التصاقات البطن هي عبارة عن نسيج ليفي ندبي يتشكل بين أعضاء البطن كالمعدة والأمعاء وبين جدار البطن بعد إجراء عمل جراحي على البطن، ويؤدي إلى التصاق هذه الأعضاء على جدار البطن، تسبب الالتصاقات ألم البطن وسوء الامتصاص وعسر الهضم وانسداد الجهاز الهضمي

الخراجات

قد تحدث الخراجات في البطن بسبب التسريب المتأخر لمحتويات المعدة الحامضية والحاوية على البكتيريا عن طريق حافة المعدة المقطوعة، حيث يمكن أن يحدث التسريب بشكل متأخر بعد عدة أشهر من عملية تكميم المعدة.

الفشل في خسارة الوزن

ليس بالضرورة أن يؤدي تكميم المعدة إلى فقدان الوزن، وذلك على الرغم من تصغير حجم المعدة وتقليل كميات الطعام المتناولة بشكل كبير، حيث يمكن أن لا ينقص الوزن بشكل فعال رغم إنجاز العملية بشكل صحيح.

كسب الوزن من جديد

يمكن أن يحدث اكتساب الوزن من جديد بعد إنقاص الوزن في عملية تكميم المعدة، والسبب هو قدرة المعدة على التمدد وزيادة قدرتها على استيعاب كمية أكبر من الطعام عند تناول وجبات كبيرة لفترات طويلة.

أضرار تكميم المعدة للنساء

تحمل عملية تكميم المعدة بعض الأضرار المهمة للنساء بشكل خاص والتي تتضمن الترهلات في الجلد بعد فقدان الوزن، والتي قد تحتاج إلى الجراحة أو الليزر لإزالتها، إضافة إلى تساقط الشعر بسبب سوء التغذية. كذلك فإن المرأة الخاضعة لتكميم المعدة غير قادرة على الحمل، حيث أن حجم المعدة لا يسمح بالحصول على قدر من الغذاء يكفي لتأمين متطلبات الجسم الحامل واحتياجات الجنين داخل الرحم.

كما تحمل عملية تكميم المعدة على النساء خطرًا بحدوث مشاكل نفسية كاضطرابات المزاج والقلق والاكتئاب، وهي من الآثار الشائعة لمشاكل الوزن وتغير شكل الجسم والنظام الغذائي غير الصحي.

أضرار تكميم المعدة للرجال

يمكن أن يؤدي تكميم المعدة عند الرجال إلى عدد من الأضرار، والتي تتضمن:

• زيادة خطر التعرض لعدوى في الطرق البولية
• التعب الشديد وقلة النشاط بسبب قلة كميات الطعام وعدم كفايتها
• ضعف القدرة الجنسية وانخفاض الرغبة الجنسية، وذلك بسبب نقص هرمون التستسرون الناتج عن العملية وتغيرات النظام الغذائي.

خدمات شركة علاجك الطبية بعد عملية تكميم المعدة

إن علاجك الطبية هي إحدى أهم مقدمي خدمات عمليات إنقاص الوزن مثل تكميم المعدة وتحويل مسار المعدة. حيث نحرص في علاجك على إجراء جميع الاستشارات الطبية الجراحية والهضمية والنفسية بالإضافة إلى استشارة أخصائيي التغذية المتخصصين، قبل إجراء عملية تكميم المعدة، كما نؤمن المتابعة الضرورية للمريض بعد العملية من أجل وضع نظام غذائي مناسب يكفي لاحتياجاته مع اقتراح المكملات الغذائية المناسبة. كما نحرص على تأمين المتابعة الدورية للمريض وإجراء الفحوصات المناسبة للتأكد من سلامة الجهاز الهضمي والقلب وتقديم النصائح للوقاية من الأمراض المحتملة ومعالجة المشاكل الطبية الناتجة عن عملية تكيمم المعدة.

تحرير: علاجك الطبية©