التسريب بعد عملية التكميم: المخاطر والعلاج
ما هو التسريب الذي يحدث بعد التكميم وكيف يمكن تشخيصه وما هي أسبابه وأعراضه ومخاطره؟ اقرأ أيضاً عن علاج التسريب بعد عملية التكميم بواسطة علاجك الطبية.
لمحة عن التسريب بعد التكميم
يعرف التسريب بعد التكميم بأنه تسرب سوائل ومحتويات المعدة عبر حافة المعدة المقطوعة بعد عملية تكميم المعدة. يتم إجراء علية تكميم المعدة من خلال عزل جزء طولاني من المعدة وقطعه باستخدام قاطع كهربائي ثم إعادة وصل حواف المعدة مع بعضها لتصبح المعدة بشكل الكم، ما يؤدي إلى نقص سعتها وبالتالي نقص كميات الطعام التي يمكن أن يتناولها المريض وإنقاص الوزن والتخلص من السمنة.
عملية تكميم المعدة هي أكثر عمليات السمنة شيوعًا، ويعتبر التسريب بعد التكميم هو أخطر المضاعفات التي يخشاها الطبيب بعد إجراء عملية التكميم، وذلك لأن تسرب محتويات المعدة إلى جوف البطن يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة مهددة للحياة ويمكن بناء على ذلك أن يؤدي إلى الوفاة. لهذا السبب فإن الانتباه إلى الأعراض والمراقبة الجيدة في الأيام الأولى بعد العملية مهمة للوقاية من خطر التسريب بعد تكميم المعدة.
أنواع التسريب الذي يحدث بعد عملية التكميم
يمكن أن يحدث التسريب من الجهاز الهضمي من أي منطقة يجرى عليها قطع ويعاد وصلها في المعدة والأمعاء، ولا يتوقف ذلك على عملية تكميم المعدة، إنما يمكن أن يحدث ضمن مضاعفات أي عمل جراحي على الجهاز الهضمي. ويصنف التسريب من الجهاز الهضمي بما فيه التسريب الذي يحدث بعد عملية التكميم إلى 3 أنواع حسب وقت حدوث التسريب، وتتضمن أنواع التسريب بعد التكميم:
- التسريب الباكر: وهو التسريب الذي يحدث خلال الأيام الثلاثة الأولى بعد عملية تكميم المعدة
- التسريب المتوسط: وهو التسريب من حافة المعدة الذي يحدث بين اليومين الرابع والسابع بعد العمل الجراحي على المعدة.
- التسريب المتأخر: ويحدث خلال اليوم الثامن من العمل الجراحي أو بعد ذلك.
أعراض التسريب بعد عملية التكميم
يحدث التسريب بعد عملية تكميم المعدة بنسبة 1.5% - 6% ويختلف الخطر حسب أسلوب العمل الجراحي. ويمكن أن يحدث التسريب بعد عدة أسابيع من العملية ولا ينحصر في فترة التعافي من العمل الجراحي، إلا أن معظم حالات التسريب بعد التكميم تحدث خلال أول 3 أيام بعد العملية. التسريب بعد عملية التكميم حالة حادة تحدث بشكل مفاجئ وتبدأ أعراضها بالظهور بشكل مفاجئ كذلك. تكون أعراض التسريب بعد التكميم شديدة وصارخة عادةً، وتتضمن أهم الأعراض:
- الألم الشديد في البطن والمنتشر في جميع مناطق البطن
- تسارع ضربات القلب
- الحمى وارتفاع الحرارة
- خروج مفرزات أو مادة سائلة من جرح العمل الجراحي
- الغثيان والتقيؤ
- ألم في منطقة الكتف الأيسر
- انخفاض ضغط الدم واضطراب الوعي
- نقص كمية البول
كلما كانت السمنة أشد لدى المريض كان خطر حدوث التسريب بعد التكميم أعلى، كما يزداد الخطر عند الذكور والمدخنين ومعاقري الكحول والذين يعانون من أمراض أخرى مرتبطة بالسمنة مثل السكري وفرط الدهون وارتفاع ضغط الدم.
أسباب التسريب بعد التكميم
توجد عدة من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث التسريب من المعدة بعد التكميم، يتعلق بعض هذه الأسباب بتقنية العمل الجراحي وبعضها الآخر بحالة المريض الصحية والأمراض المرافقة وبعضها بعادات المريض ومعدل السمنة لديه. ويمكن أن يحدث التسريب بعد التكميم بسبب واحد أو أكثر من الأسباب التالية:
- وجود صعوبات أو تعقيدات أثناء العمل الجراحي والخطأ الطبي
- السمنة المفرطة، إذ يزداد خطر حدوث التسريب كلما ازدادت السمنة
- الإصابة بارتفاع ضغط الدم
- الإصابة بمرض السكري
- التدخين قبل إجراء العملية أو بعدها
- شرب الكحول قبل العملية أو بعدها.
- الاستهلاك المفرط للقهوة والمنبهات
- العادات الغذائية السيئة بعد العملية وعدم تعديل النظام الغذائي بما يوافق طبيعة المعدة الجديدة.
تشخيص تسريب المعدة بعد عملية التكميم
لتشخيص حدوث تسريب المعدة بعد التكميم يعتمد الطبيب بشكل أساسي على الأعراض التي تكفي عادةً لتوقع أن سببها هو التسريب. ولتأكيد التشخيص يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني للمريض مع إجراء الفحوصات والاختبارات التصويرية الضرورية.
خلال فحص البطن يلاحظ الطبيب قساوة شديدة في البطن مع تألم المريض عند الضغط على البطن، وهي من العلامات التي تدل على حدوث التسريب من الجهاز الهضمي.
للتأكد من التشخيص بشكل قاطع يمكن إجراء أحد اختبارات التصوير ومنها:
- تصوير البطن بالأشعة السينية X-Ray: تظهر الصورة تجمعًا للهواء تحت الحجاب الحاجز على شكل هلال أبيض اللون ويدل على حدوث تسريب أو انثقاب في الجهاز الهضمي.
- تصوير الجهاز الهضمي التبايني: تعتمد هذه على حقن مادة متباينة ضمن الجهاز الهضمي، تظهر هذه المادة بلون أبيض على الصورة الشعاعية، وبالتالي فإن تصوير البطن بالأشعة السينية سوف يظهر تسرب المادة إلى خارج المعدة في حال حدوث التسريب.
- التصوير المقطعي CT: للتأكد من حدوث التسريب وتحديد موقعه.
خطر التسريب الذي يحدث بعد عملية التكميم
التسريب بعد عملية تكميم المعدة هو أخطر مضاعفات عملية التكميم، وذلك لأنه يمكن أن يسبب أضرارًا كثيرةً في الجهاز الهضمي والبطن وفي بعض الحالات يمكن أن يؤدي للوفاة.
قد يسبب التسريب بعد التكميم حدوث نزيف داخلي في حالة حدوثه في موقع قريب من شرايين المعدة المتأثرة بالعمل الجراحي. كما يسبب التسريب إلى جوف البطن عدوى تسبب التهابًا منتشرًا في كامل البطن يسمى التهاب الصفاق أو التهاب البريتون، وهو حالة مهددة للحياة.
على المدى البعيد فمن الممكن أن يؤدي التسريب بعد التكميم إلى قرحة المعدة وحدوث الندبات والالتصاقات في البطن، ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى تضيق البواب (منطقة اتصال المعدة مع الأمعاء) ما يؤدي إلى عسر الهضم والتقيؤ المتكرر وألم البطن. كما يمكن أن يسبب التسريب بعد التكميم التهاب الرئة في حالة وصول مفرزات المعدة إلى الصدر أو الرئتين.
علاج التسريب الذي يحدث بعد عملية تكميم المعدة
تختلف طريقة علاج التسريب بعد التكميم حسب شدة التسريب ووقت حدوثه، وتتضمن التدابير الأولية لعلاج التسريب الذي يحدث بعد تكميم كلًّا من:
- إيقاف التغذية الفموية بشكل تام والانتقال إلى التغذية عن طريق الوريد إلى حين شفاء المعدة وتوقف التسريب
- إعطاء المضادات الحيوية واسعة الطيف عبر الوريد بالإضافة إلى الأدوية الخافضة للحرارة
- سحب المفرزات وإزالة مصادر العدوى ووضع أنبوب لتصريف السوائل من جوف البطن
تتضمن الخيارات الجراحية لإصلاح موقع التسريب وعلاج المعدة:
- الإصلاح الجراحي عن طريق إجراء عمل جراحي آخر لإغلاق حافة المعدة يدويًّا بشكل محكم.
- الإصلاح عن طريق تنظير الجهاز الهضمي من خلال وضع شبكة داعمة للمعدة في منطقة التسريب وتركها إلى حين شفاء المعدة.
متى يزول خطر التسريب بعد التكميم؟
العمليات الجراحية على الجهاز الهضمي من العمليات الصعبة والتي تستغرق وقتًا طويلًا لتتماثل إلى الشفاء التام. وتعتبر عميلة تكميم المعدة من العمليات بطيئة الشفاء. إذ يجب أن يبقى المريض تحت الرعاية المستمرة خلال فترة التعافي، مع تعديل النظام الغذائي بشكل مستمر حسب مرحلة التعافي.
إن خطر التسريب بعد تكميم المعدة سوف يبقى موجودًا خلال عدة أشهر بعد العملية حتى رغم شفاء الجرح الخارجي، ويرتبط الخطر بمدى تأقلم المعدة مع الحالة الجديدة ومدى التزام المريض بالنظام الغذائي المناسب لتأمين شفاء المعدة. يبدأ خطر التسريب بعد التكميم بالتناقص عندما يبدأ المريض بتناول الطعام الصلب، أي بعد 6 أسابيع حتى شهرين بعد العملية. وتستغرق المعدة حتى الشفاء بشكل تام وزوال خطر التسريب بعد التكميم بشكل نهائي 6 أشهر إلى سنة في أغلب الحالات.
علاجك الطبية تضمن لك متابعة دائمة قبل وبعد العملية وصولاً لأفضل النتائج
تقدم علاجك الطبية خدمات مميزة في مجال عمليات السمنة وإنقاص الوزن، والتي تتضمن عملية تكميم المعدة وتحويل مسار المعدة وتكميم المعدة بدون جراحة وغيرها. وتضمن علاجك الطبية على هذه الخدمات وفق مستوى الأمان الأعلى ومعدل المضاعفات الأقل على الإطلاق.
لهذا الغرض تحرص نخبة من الأطباء والكوادر الطبية من ذوي الكفاءات والخبرة الطويلة على تقديم جميع الاستشارات والمعلومات الضرورية قبل إجراء العملية، مع إجراء تقييم شامل وتحديد جميع عوامل الخطر واتخاذ تدابير فعالة لتحييدها وتقليل تأثيرها على نتائج عملية تكميم المعدة. وللتأكد من إنجاز العمل الجراحي بالشكل الصحيح وإغلاق حافة المعدة بشكل تام يتخذ أطباء علاجك الطبية إجراءًا إضافيًا بشكل وقائي للتأكد من عدم حدوث التسريب
إذ يقوم الطبيب بحقن صبغة ضمن المعدة بحيث سوف تتسرب إلى البطن إذا لم تكن حافة المعدة مغلقةً تماما. وتتابع فرق علاجك الطبية العناية بكم مع تقديم النصائح والإرشادات الضرورية للشفاء ووضع برنامج غذائي صحي ومناسب لشفاء المعدة وإنقاص الوزن. حيث تمتلك عيادات ومراكز علاجك الطبية المتخصصة في علاج السمنة برنامجًا متكاملًا للعناية بالمريض قبل العملية وبعدها بهدف تجنب المضاعفات والحصول على أفضل النتائج.
تحرير: علاجك الطبية©
الوسوم